يصنع العرس التلمساني التقليدي الفرجة بطاغست ولاية سوق أهراس، خلال هذه الأيام وذلك في إطار الأسبوع الثقافي لتلمسان بهذه الولاية الذي افتتح مساء أمس الاثنين. وقد تمكنت مجموعة من الفتيات التلمسانيات بلباسهن التقليدي المميز وروعة عرضهن للباس العروس، الذي تم تصنيفه مؤخرا من طرف منظمة اليونسكو ضمن التراث العالمي، وذلك نظرا لشدة إعجاب سلطات الولاية وعدد من الوجوه الثقافية التي حضرت حفل افتتاح هذه التظاهرة التي ستتواصل لغاية يوم 8 مارس الجاري. ويتكون لباس العروس التلمسانية حسب ما أشار إليه، السيد عبد الرحيم لقاط، ممثل قافلة تلمسان التي تضم في صفوفها 65 مشاركا في مختلف الميادين من المجوهرات والحلي الذهبية واللباس التقليدي، المتمثل في القفطان التلمساني الذي أبدعت أنامل المرأة وحتى الرجل التلمساني في تصميمها، من القطيفة والخيوط الذهبية وحتى الفضية زيادة عن الكراكو، هذا اللباس الأصيل والمعاصر في نفس الوقت لا يزال يلازم العرس التلمساني إلى يومنا هذا. وينم لباس العروس التلمسانية حسب أحدى العارضات عن لمسة فنية أبدعت فيها حرفيات من عاصمة الزيانيين مضيفة بأن المرأة التلمسانية لا تستغنى عن "الشدة" بكل مكوناتها من الشاشبة والمنديل والقفطان المطرزين بخيوط الحرير والذهب الخالص وكذا الحلي الذهبية المزينة بالحجارة الكريمة أي حبات الجوهر الأصيلة. وأمتعت فرقة الناصر الغافور في الغناء الأندلسي الحضور، بباقة من الأغاني على غرار "لالا لعروسة" و"جاء على عودو لا يشالو"، التي صفق ورقص على نغماتها عديد الشباب. وقد عكست مختلف الأجنحة التي احتوتها هذه التظاهرة المقامة بالمسرح الجهوي لسوق أهراس، الثراء الراسخ الممتد ما بين الصناعات المختلفة والفنون التشكيلية وفن الطبخ التلمساني اللذيذ والألبسة. كما عكست الثراء السياحي المتكون من معالم طبيعية رائعة ومآثر حضارية وثقافية تعود إلى حضارات قديمة التي تمثل ثلث التراث العربي الإسلامي بالجزائر. كما يتضمن المعرض عبر أجنحته، المنتجات الخزفية التي تضم العديد من التحف والفخار وصناعة المحبل، وطغى على المعرض اللباس النسوي التقليدي خاصة وأن هذه التظاهرة تتزامن مع إحياء عيد المرأة يوم 8 مارس الجاري. وفضلا عن ذلك عرضت بجناح آخر عينات من الألبسة المتنوعة التي تتماشى مع العصر أبدعت في تصميمها الشابة شريفة حقيقي إلى جانب أواني معدة من الحلفاء والسعف مثل أطباق مختلفة الأشكال والأحجام، بالإضافة الى الملابس الرجالية التي كانت حاضرة من خلال أقمصة وأحذية جلدية ذات الطابع التقليدي من جهته خصص ديوان السياحة لولاية تلمسان جناحا عرض فيه صورا قديمة لهذه المدينة، مهد الحضارات ووزع مطويات تعرف بالولاية، فضلا عن لوحات أخرى تجسد المشاريع الضخمة التي استفادت منها تلمسان في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ، 2011 على غرار الإنجاز العملاق لقصر الثقافة الذي يعد مفخرة هذه الولاية والمعهد الخاص بالموسيقى الأندلسية.