واصل الجيش الفرنسي عملية نزع أسلحة الميليشيات في بانغي عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى فيما تناقش دول أوروبية خلال قمة المجلس الأوروبي يوم غد الخميس ببروكسل إرسال قوات إلى إفريقيا الوسطى دعما للجيش الفرنسي. وقد بدأ الجنود الفرنسيون أمس الثلاثاء عملية تأمين بوي-رابي الحي الشمالي في العاصمة باني ومعقل الميليشيات المسيحية "المناهضة لبالاكا" و الذي يعتبر معقلا للرئيس السابق فرانسوا بوزيزي الذي أطاحت به في مارس 2013 حركة "سيليكا" للمتمردين السابقين. كما يعد هذا الحي الواقع عند أطراف الأدغال ملجأ لكثيرين من عناصر الميليشيات "المناهضة لبالاكا" الذين يقاتلون حركة "سيليكا" المتمردة السابقة. وقد تعرض بوي-رابي للنهب مرات عدة في الأشهر الأخيرة من قبل رجال "سيليكا" الذين ارتكبوا فيه تجاوزات عديدة. دول أوروبية تدرس إرسال قوات إلى أفريقيا الوسطى أعلن وزير الشؤون الأوروبية بفرنسا تييرى ريبونتان اليوم الأربعاء أن العديد من دول أوروبا بما في ذلك بريطانيا وألمانيا تدرس إرسال قوات عسكرية مستقبلا إلى جمهورية أفريقيا الوسطى دعما للجيش الفرنسي مضيفا أنه أجرى أمس الثلاثاء اتصالات مع عدد من نظرائه في البلدان الأوروبية في هذا الصدد قائلا " وأعلم أنهم سيقومون بذلك". وأوضح ريبونتان في مقابلة صباح اليوم مع إذاعة (أر تي أل) الفرنسية أن إرسال قوات من البلدان الأوروبية إلى إفريقيا الوسطى سيتم مناقشته واتخاذ القرارات خلال قمة المجلس الأوروبي المقررة غدا الخميس وبعد غد الجمعة ببروكسل والمخصصة لبحث سياسة الأمن والدفاع المشترك. وأشار إلى أن بلجيكا قد ترسل 150 من جنودها إلى أفريقيا الوسطى في أواخر شهر جانفي القادم. وقال ريبونتان إنه من المتوقع أن يتحدث الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بقمة بروكسل عن الوضع في جمهورية أفريقيا الوسطى مشيرا إلى أن التدخل العسكري الفرنسي فيها يذكره بما جرى في مالي حيث أطلقت باريس العملية العسكرية بمفردها إلا أنها حصلت فيما بعد على دعم الأوروبيين. وكان وزير الخارجية لوران فابيوس قد أعلن أمام الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي) أن بعض الدول الأوروبية ستنشر قريبا قوات في أفريقيا الوسطى. وكانت فرنسا قد أطلقت عمليتها العسكرية في الخامس من ديسمبر الجاري حيث تنشر 1600 من جنودها في أفريقيا الوسطى دعما للقوة الإفريقية المشتركة "ميسكا" في مهمة تهدف بحسب سلطات باريس إلى "استعادة الأمن في البلاد نزع سلاح الميليشيات دعم وإنقاذ السكان وأخيرا تمهيد الطريق لعملية الانتقال السياسي الديمقراطي". من جهتها أعلنت الولاياتالمتحدة وجود عسكريين أمريكيين في بانغي لتنسيق النقل الجوي لجنود بورنديين إليها. وفي إشارة إلى الدعم المتزايد من قبل واشنطن للعملية العسكرية التي تقوم بها قوات الإتحاد الافريقي بدعم من فرنسا ستتوجه السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سامنتا باور ومساعدة وزير الخارجية للشؤون الافريقية ليندا توماس غرينفيلد في "وقت قريب جدا" إلى جمهورية افريقيا الوسطى حسب ما اعلنت الأخيرة. وقالت توماس غرينفيلد "نحن قلقون جدا من اعلمال العنف الوحشية في افريقيا الوسطى وخصوصا ذات الطابع الطائفي التي تستهدف المدنيين" برنامج الغذاء العالمي يوسع نطاق مساعداته خلال الاشهر الستة المقبلة أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أمس بجنيف توسيع نطاق دعمه لأكثر من مليون مستفيد في جمهورية افريقيا الوسطى خلال الاشهر الستة المقبلة بتقديم مستلزمات الحياة اليومية الاساسية بما يقارب 60 مليون دولار. وأوضح البرنامج في بيان أن عدد المستفيدين فى جمهورية افريقيا الوسطى شارف على 18 الف نسمة خلال عشرة أيام بمواد غذائية لا تقل عن 40 طنا مضيفا أن حجم المساعدات الغذائية الموزعة على المتضررين منذ اندلاع الازمة الطائفية فى البلاد وصل الى 414 طنا تم توزيعها على قرابة مائة الف نسمة. وأشار البرنامج الى أن المتضررين فى العاصمة بانغي البالغ عددهم حوالى 80 الف نسمة حصلوا على بعض المواد الغذائية الاساسية والوقود أيضا مع التوزيع على 17 موقعا من اجمالى 24 موقعا انتشر فيها المتضررون. وفي سياق متصل أعلنت المفوضية العليا للاجئين بالأممالمتحدة أنها نشرت أطقم طوارئ إضافية في جمهورية أفريقيا الوسطى حيث نزح أكثر من 200 ألف شخص من جراء العنف خلال الأسبوعين الماضيين في العاصمة. وقال المتحدث بإسم المفوضية العليا للاجئين أدريان إدواردز في جنيف "في بانغي سجل موظفينا إطلاق نار مستمر وانتشار حالة من الهلع" مشيرا إلى أن الكثير من النازحين أبلغوا عن فظائع مثل عمليات القتل والسلب واقتحام المساكن". كما أعربت المفوضية العليا للاجئين بالأممالمتحدة عن قلقها الشديد من وجود رجال مسلحين في المواقع التي تستضيف النازحين مطالبة قوات حفظ السلام الفرنسية والأفريقية زيادة الدوريات في الأحياء المضطربة والمعسكرات المؤقتة. وحسب بيانات الاممالمتحدة فان عدد المشردين منذ اندلاع أعمال العنف الطائفية قد تجاوز 710 آلاف شخص فيما فر أكثر من 75 الفا اخرين الى خارج البلاد. للتذكير فإن جمهورية أفريقيا الوسطى وقعت في حالة من الفوضى منذ أطلقت حركة "سيليكا" المتمردة هجماتها قبل عام وأجبرت رئيس البلاد فرانسوا بوزيزي على الرحيل في مارس. ومن ذلك الحين تتولى حكومة مؤقتة مسؤولية إحلال السلام وتمهيد الطريق أمام انتخابات ديمقراطية ولكن الاشتباكات المسلحة تجددت مؤخرا.