تحافظ جمعية آفاق المرأة الجزائرية التزامها تجاه المجتمع كما هي تقاليدها خاصة في المناسبات والمواسم الدينية والتاريخية. وبالفعل واحتفالا بيناير ومولد خير البشرية النبي محمد عليه الصلاة والسلام، بادرت بإمكانياتها ودعم من ذوي البر والإحسان بعملية تضامن جواري أدخلت الفرحة في نفوس الأطفال بمن فيهم المرضى والعائلات من خلال توزيع حصص من المواد الغذائية والحلويات والألبسة. وتحول مقر الجمعية الكائن بوسط العاصمة إلى مقصد للأسر الهشة حيث تجد استجابة لاحتياجاتها دون أن ينال من كرامتها أي خدش، كما تحرص عليه رئيسة الجمعية السيدة زهرة بوخطاية التي لا تكل ولا تمل في مواصلة رسالتها النبيلة مناضلة من اجل العدالة الاجتماعية ومكافحة التهميش والإقصاء، مجسدة بتواضع قيم ومبادئ الإنسان الجزائري. وبالرغم من انعدام أي دعم أو مساعدة من السلطات العمومية المعنية محليا أو مركزيا، إلا أنها تحافظ على شعلة جمعيتها بالتعاون مع الأعضاء ومواطنين يؤمنون بنفس الرسالة بعيدا عن الأضواء. هي صورة مصغرة لكيفية أن يكون المجتمع المدني الذي يفترض التواجد في مقدمة الحركة التضامنية كما أكدت عليها السيدة بونمر التي أشارت إلى أن الجمعية لا تكتفي بالدور التقليدي بل إلى أكثر منه، مثل متابعة أخبار كبار السن الذين يترددون على المقر للمساعدة او التعلم في إطار محو الأمية. وتذكر حالة عجوز طاعنة في السن كانت تقيم بشارع محمد الخامس وانقطعت أخبارها مما أدى بالسؤال عنها ليتبين أنها دخلت مستشفى مصطفى باشا جراء إصابتها بكسر، قبل أن يتوفاها الأجل، فواصلت مناضلات الجمعية المهمة بالقيام بإجراءات الدفن بما في ذلك استئجار سيارة إسعاف نقلت الفقيدة إلى مقبرة العالية. وحالة عجوز أخرى ذات ال 80 سنة أرادت تعلم اللغة العربية بمقر الجمعية، أملا في أداء العمرة لكنها انتقلت إلى رحمة الله والكتاب بيدها كما روته إحدى قريباتها، وتأثر الجميع لذلك. وعلى صعيد آخر، تعلق السيدة بوخطاية ورفيقاتها أملهن على الوالي الجديد للعاصمة السيد عبد القادر زوخ ليعطي دفعا قويا لمسار التضامن في إطار برنامج تنظيف المدينة خاصة من مظاهر التسول الذي يشوه البيضاء وكذا رد الاعتبار للحياة داخلها من خلال تنصيب إشارات التوجيه باللغة الوطنية وكسر مافيا السكن الفوضوي الذي بقدر ما تبذله الدولة من جهد في إسكان المحتاجين بقدر ما يستمر البناء المستفيد بإيواء آخرين داعية لتهديم كل موقع يستفيد أصحابه من سكن لائق.