لم يعد يفصلنا عن مؤتمر جنيف (2) لحل الأزمة السورية غير يومين لكن الذي يفصل بين دمشق والمعارضة مسافة طويلة، فهذه الاخيرة ورغم أنها حسمت موقفها من المشاركة في المؤتمر السبت بعد ضغوط من الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة الا أنها ربطت موافقتها بتنحي الرئيس الاسد في حين يؤكد الاخير أن هذه النقطة غير قابلة للنقاش البتة. اعتبر الرئيس بشار الأسد أمس لدى استقالة وفدا عن مجلس الدوما الروسي، ان مسألة تنحيه عن السلطة غير مطروحة للنقاش ولايمكنهاأن تشكل إحدى نقاطه، مؤكدا أنه لو كان ذلك محتملا ماكان لينتظر كل هذه المدة وكان ترك السلطة في بداية الأزمة وقال الأسد أن الشعب السوري وحده هو الذي يملك سلطة تقرير من يحكمه ومن يحق له خوض غمار الانتخابات. وقد سبق في هذا الصدد أن صرح كذا مسؤول في الحكومة السورية وفي مرات كثيرة على أن بشار الأسد الذي تنتهي عهدته الرئاسية السنة الجارية يحتفظ بحقه في المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة منتصف عام 2014، كما جاءت تصريحات اخرى تؤكد أن الاسد هو من يقود المرحلة الانتقالية في حين تم اقرارها في مؤتمر جنيفف (2). المعارضة السورية التي اعلنت مشاركتها في «جنيف 2» تشترط رحيل بشار الاسد للذهاب الى مؤتمر جنيف (2) حيث صرح رئيس الائتلاف السوري احمد الجربا ان الهدف الوحيد من المشاركة هو تحقيق مطالب «الثورة» وعلى رأسها «إسقاط الرئيس السوري». ويبدو ان هذا المؤتمر الذي يعد بمخرج للأزمة السورية ينحرف عن مساره، بعد ان اصبح محوره الرئيسي هو مصير الاسد وليس سوريا، والا كيف نفسر ماقاله رئيس الائتلاف الوطني السوري، او تصريحات الوزير الاول التركي رجب الطيب أردوغان عندما صرح بأن هذا المؤتمر ينبغي ان ينهي حكم بشار الاسد وتصريحات مشابهة لجون كيري كاتب الدولة الامريكي للخارجية الذي قال انه لا مكان للاسد في سوريا الغد. على كل المعارضة وافقت على المشاركة مع اشتراط تنحي الاسد والحكومة السورية تشارك في هذا المؤتمر مع بقاء الاسد ماقد يعني ان قاطرة التسوية قد بدأت لان الطرفين سيذهبان الى جنيف (2). وأثارت تصريحات الاسد التي اوردتها وكالة «أنترفاكس» الروسية جدلا، حيث كذب التلفزيون الرسمي السوري فحوى التصريحات المنسوية الى الرئيس بشار الاسد واكد ان الاسد لم يدل بأي تصريح للوكالة الروسية.