يعتبر العلاّمة الراحل مولود قاسم نايت بلقاسم (1927-1992م)، أحد عمالقة الفكر الجزائري، وواحداً من كبار العلماء الذين أنجبتهم الجزائر في القرن المنصرم، فهو رمز من رموز الثقافة الجزائرية، وأحد رواد الكفاح، والنضال الجزائري، تميّز بعبقريته، وفكره العميق، وغيرته على ثوابت الأمة الجزائرية، كما اتّسم بشخصية قوية، قضى حياته مدافعاً عن وطنه وقيمه، يخوض المعارك تلو الأخرى في سبيل ترسيخها، قدم خدمات جليلة للثورة الجزائرية حينما كان دبلوماسياً يطوف في مختلف الدول الأوروبية. يعتبر أحد قدامى المناضلين في حزب الشعب الجزائري منذ شهر سبتمبر سنة 1946م، حينما كان في تونس، وكان أحد الأعضاء البارزين في لجنة اتحادية حزب الشعب للطلبة الجزائريين في تونس، كما كان عضواً بمداومة لجنة اتحادية حركة الانتصار للحريات الديمقراطية في باريس، ومناضلاً مع الوفد الدائم لحزب الشعب الجزائري في القاهرة بمكتب لجنة تحرير المغرب العربي، وفي جبهة التحرير في باريس. تقلد عدة مناصب ومسؤوليات من بينها: - نائب رئيس الوفد الدائم في بون للجنة التنسيق والتنفيذ للجبهة، ثم للحكومة المؤقتة بألمانيا، والنمسا، وهولندا ما بين: 1958-1961م. - نائب رئيس الوفد الدائم للحكومة المؤقتة في استوكهولم ما بين: 1961-1962م. - مدير مكتب الأمين العام للمكتب السياسي المرحوم محمد خيضر مكلفاً بالشؤون الدبلوماسية ما بين نوفمبر 1962- أبريل 1963م. - رئيس قسم البلدان العربية بوزارة الشؤون الخارجية ما بين: مارس - سبتمبر 1964م. - مدير الشؤون السياسية بوزارة الشؤون الخارجية، ووزير مفوض ما بين سبتمبر 1964-أبريل 1966م. - مستشار سياسي ودبلوماسي في الرئاسة، منتدباً من الخارجية إلى الرئاسة بطلب منها ما بين أبريل 1966 - يونيو 1970م. - وزير التعليم الأصلي والشؤون الدينية ما بين يونيو 1970 - 1977م. - وزير لدى الرئاسة مكلفاً بالشؤون الدينية 1977 - 1979م. وتقديراً لجهوده الكبيرة وفكره العميق وأعماله الجليلة، فقد عيّن عضواً في الأكاديمية الأردنية للغة العربية سنة 1988م، وعضواً مراسلاً للأكاديمية السورية للغة العربية سنة 1992م، وماتزال بصمات العلاّمة مولود قاسم راسخة إلى أيامنا هذه، وكتاباته عن تاريخ الجزائر إبان الثورة، وما بعدها ينهل منها طلاب العلم، وهي موضع احترام كبير وثقة من لدن مختلف الدارسين والباحثين.