نوه مراد مدلسي وزير الخارجية بالعلاقات الجزائرية الصينية التي بلغت مستوى من التطور والتمايز كاسبة بحق مرجعا للحوار جنوب جنوب. وهو حوار انبثق في مؤتمر باندونغ لأول مرة في أواسط الخمسينات حيث كانت الثورة الجزائرية تدوي وتسمع صوتها الى ابعد الاصقاع. واكد مدلسي في حفل استقبال أقامته وزارة الخارجية مساء أول أمس بإقامة الميثاق، تخليدا لخمسينية سنة من إقامة العلاقات الدبلوماسية. بين الجزائر والصين، أن ما تحقق من مكاسب وانجازات، لا تجعل البلدين يتوقفان عندها، لكن البحث عن مزيد من توظيف الامكانيات والمدخرات في سبيل ابقاء هذه العلاقات محل التمايز والاستثناء وكسبها بعد الاستراتيجية. يحرص الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وهو جنتاو عليها، ويشددان على اقرارها، تجاوبا والروابط السياسية التي نسجت عبر الأزمة، وتقوت كاشفة عن قواسم مشتركة في مساندة حركات التحرر والوقوف الى جانب القضايا العادلة، ومواجهة الارهاب بلا كلل وملل. وأكد مدلسي، أن الصين التي وقفت الى جانب الثورة الجزائرية، وزودتها بالعدة والعتاد، تتقاسم مع الجزائر المبدأ المقدس، دعم القضية الفلسطينية والقضية الصحراوية، ومساندة تحررهما ضمن تجسيد اللوائح الأممية والشرعية الدولية.. وذكر مدلسي بالمشاريع الاستثمارية التي تتولى الصين انجازها، والشركات التي انتزعت صفقات في تشييد الطريق السيار شرق غرب، ومنجزات أخرى في البناء والتعمير والاتصالات، وأكد أن هذا التعاون يشجع مستقبلا على إقامة مشاريع مشتركة في دولة ثالثة بأجزاء مختلفة من إفريقيا. وما تحمله من فوائد ليس فقط على مستوى البلدين، بل على مستوى القارة السمراء التي تسابق الزمن من أجل النمو والخروج من عتبة التخلف. من جهته، تحدث السفير الصيني بالجزائر السيد لييو يوهي، عن العلاقات الدبلوماسية الثنائية، وهي علاقات وقعتها الجزائر والصين في 20 ديسمبر ,1958 وترجمها البيان المشترك المشدد على ترقية الصداقة والتعاون. وقال السفير أن رصد ما انجز طيلة نصف قرن من العلاقات الدبلوماسية بين بلدين تجمعهما الأشياء الكثيرة، ويتقاسمان مبادئ السلم والحرية، ليس للتباهي والافتخار.. وليس للإبقاء أسرى الماضي المجيد، لكن البحث عن مزيد من المكاسب، في زمن تطفو عليه أزمة عالمية حادة، تفرض التعاون والعمل اليد في اليد وتقاسم مهام الاستثمار ومسؤولية رفع الأداء الاقتصادي في عالم القرية الواحدة. وحمل هذه الانشغالات وترجمها في الميدان المنتدى الصيني الافريقي ببكين سنتين مضت، وترك رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة به بصمات، مرافعا عن مد الجسور مع القارة السمراء، التي كانت ولا زالت الصين الى جانبها في كل الظروف. ------------------------------------------------------------------------