كل أنظار عشاق الكرة الجزائرية تتجه اليوم نحو مدينة تيزي وزو التي ستحتضن "الكلاسيكو" بين شبيبة القبائل ومولودية الجزائر، في منعرج حاسم من بطولة موبيليس للرابطة المحترفة الأولى في جولتها ال 24 .. حيث إن المعطيات في المنافسة تجعل هذا اللقاء في غاية الأهمية بالنسبة للفريقين اللذان يطمحان إلى كسب المركز الثاني المؤهل إلى رابطة الأبطال الإفريقية، كون أمور اللقب حسمت بشكل كبير للرائد الحالي اتحاد العاصمة الذي يحوز على فارق كبير مقارنة بالملاحقين. فالذكريات والحماس يكون في مقدمة هذا اللقاء الذي يجمع بين فريقين عريقين قدما الكثير للكرة الجزائرية عبر سنوات طويلة، ويزخران بعدد معتبر من الألقاب ومجموعة كبيرة من النجوم التي مرت على التشكيلتين .. والتي تركت ذكريات لا تنسى لدى الأنصار الذين يتذكرون الأوقات التي كانت في قمة الفرجة، الأمر الذي أعطى لهذا الموعد في كل مرة طابعا مميزا يكون ممزوجا بالذكريات لدى الأنصار الذين يتحدثون بكل فخر على إنجازات كل فريق منهما. مرحلة جمع الألقاب .. لا تنسى فقبل المباراة عادت الكثير من الأسماء إلى الساحة عبر الجرائد المتخصصة والمواقع الالكترونية التي يتحدّث فيها العديد من العناصر القديمة عن أهمية "الكلاسيكو" في مسيرتهم الرياضية على غرار زنير، بتروني، باشي، بلمو، طاهير، ايت موهوب من جانب المولودية، وعيبود، عبد سلام، لارباس، بلحسن، مغريسي، بحبوح من جهة أخرى .. أين كان هدف كل فريق هو إمتاع الجمهور والفوز بالمباراة، خاصة وأن السبعينيات والثمنينيات من القرن الماضي عرفت منافسة شديدة بين المولودية و الشبيبة على الألقاب، وكل واحد جمع الكثير منها، حتى وصلت مستواهما إلى القمة وتمكنا من التتويج بالكأس القارية في تلك الفترة. هذا الإرث الذي يحمله الجيل الحالي تقريبا بنفس الصورة ببقاء الفريقين في الواجهة، وحضرا بشكل جدي لمباراة اليوم التي تأتي في وقت يمر كل نادي بفترة جيدة .. فالشبيبة التي تمكنت من العودة من سطيف بفوز كبير أعاد إلى الأذهان القوة الكبيرة لهذا الفريق، ستعمل كل ما في وسعها للتأكيد أمام جمهورها العريض، وبالتالي حجز مكان في المركز الثاني وتدعيم حظوظها في العودة إلى رابطة الأبطال الإفريقية التي يضعها رئيس النادي محند شريف حناشي ضمن الأولويات. ش. القبائل : موعد للتأكيد وبدون شك سيعتمد المدرب آيت جودي على نفس التشكيلة التي تألقت بسطيف بتجديد الثقة في الموجة الجديدة للشبيبة التي تتكون من بزيوان ورياح وعيبود .. بالإضافة إلى عناصر الخبرة أمثال ريال وبلعمري وايسلي .. والاعتماد على الفعالية الكبيرة للهداف الكاميروني ايبوسي الذي تمكّن من تقديم الإضافة الحقيقية للفريق القبائلي، الذي ذكر مدربه أن لا خيار لنا سوى الفوز بالمباراة، لكن بهدوء وتركيز جيدين. كما أن آيت جودي ذكّر بالدور الكبير الذي سيلعبه الجمهور لتشجيع اللاعبين في هذه المباراة الفاصلة في مسيرة الفريق في البطولة. وفي الجهة المقابلة فريق المولودية الذي استعاد عافيته في المدة الأخيرة عندما عاد بفوز من الشلف وتعادل مع الوفاق .. حيث إن هدفه هو الإقتراب أكثر من مركز مؤهل إلى المنافسة القارية .. هذه الغاية تمر عبر العودة بنتيجة كبيرة من تيزي وزو . وللوصول إلى الهدف سطّر "العميد" استراتيجية تعتمد على الجانب البسيكولوجي بالتركيز الكلي على اللعب وعدم ترك الأمور لأشياء أخرى .. وعدم وجود تصريحات إعلامية للاعبين لدليل على ذلك. المولودية : التركيز سيد الموقف والمدرب بوعلي الذي اكتسب تجربة كبيرة منذ سنوات يسعى إلى تقديم تشكيلة متوازنة تعتمد على ركيزة دفاعية مشكلة من حشود وزغدان وجغبالة وأساس .. إلى جانب وسط ميدان ذو طابع دفاعي بحضور كل من غربي، بوشريط وداود للحد من هجمات الشبيبة .. في حين أن الهجوم ستكون الثقة لكل من جاليت ويحيى شريف .. هذا الأخير الذي يعود إلى ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو بعد سنوات من ذهابه إلى الإحتراف في الدرجة الثانية الفرنسية. والشيء الذي يضاعف من عزيمة المولودية في مواجهة اليوم هو أن أصحاب الزي الأحمر والأخضر كثيرا ما عادوا في السنوات الأخيرة بنتائج جيدة من التنقل إلى تيزي وزو .. وهذا محفز آخر للعاصميين من أجل لعب مباراة في القمة، وإسعاد أنصارهم الذين سيتنقلون بأعداد غفيرة اليوم. وبالتالي، فإن الملعب سيكون مملوء عن آخره، بعد الوجه الطيب الذي قدمه الفريق في المرحلة الأخيرة. وهذا "الكلاسيكو" قد يتبع بآخر في ماي القادم في حالة تأهل الفريقين إلى الدور النهائي لكأس الجمهورية .. ذلك أن كلاهما معني بالدور نصف النهائي لهذه المنافسة المقرر الأسبوع القادم .. كون الشبيبة ستواجه ش. عين فكرون، والمولودية ستتبارى مع ش .الشراقة
