إلتزم قطاع الأشغال العمومية ضمن خطة عمله المعروضة عام 2008 مجددا بمواصلة ورشات تعزيز التنمية الاقتصادية التي تعتبر من الأهداف الرئيسية التي يتوخاها برنامج رئيس الجمهورية منذ سنة 1999 بعد إبراز ما حققه من مكاسب خلال هذه السنة ليحتل مرة أخرى المرتبة الأولى خارج المحروقات بحكم أنه يشارك بصورة دائمة في تشكيل الإنتاج الداخلي الخام للجزائر ويتطلع إلى إنهاء البرنامج الخماسي للفترة 2005 - 2009 عبر تحقيق نسبة أكثر من 12 بالمائة في 2009 علما بأن حصيلة هذا البرنامج استقبل أكثر من 51252 كلم من الطرق لغاية يومنا هذا فضلا عن تسجيل عدة ورشات مهمة سجلت نسبة تقدم معتبرة لا سيما مشروع القرن الطريق السيار شرق - غرب الذي فاقت نسبة إنجازه خلال هذه السنة 72 بالمائة وانجاز قرابة 90 بالمائة من البرنامج الاستعجالى الخاص بالعاصمة. إنجاز قرابة 90 ٪ من البرنامج الإستعجالي الخاص بالعاصمة ترجم نشاط قطاع الأشغال العمومية في 2008 من خلال تكفله بإنجاز عدة مشاريع للطرقات و الهياكل القاعدية للمطارات والموانئ الوطنية والإقليمية قصد جعل موانئنا تواجه متطلبات السوق الاقتصادية قاعدة لا غنى عنها لتطوير الاستثمار الوطني والأجنبي كونه منشطا للتنمية الاقتصادية و موفرا لمناصب الشغل، فهو يسمح بتحريك باقي القطاعات الاقتصادية الأخرى حيث يشكل اليوم مطلبا أساسيا من شانه السماح بتخطيط أحسن في التنمية الاقتصادية . ئو من خلال هذا المفهوم، فإن قطاع الأشغال العمومية، واصل في 2008 بذل جهوده المتعددة و التي تترجم من خلال الانطلاق في مشاريع استثمارية ضرورية و هامة لإنجاح التنمية الوطنية و لهذا فإن إنجاح الهياكل القاعدية الأساسية الكبرى، من بينها الطريق السيار شرق-غرب، و الطريق السريع للهضاب العليا، و كذا الطريق الصحراوي، يشكل شرطا حتميا لازما لبلادنا يسمح لها بالدخول في الألفية الجديدة مسلحة بإقليم مجهز و مهيكل و قادر على تحفيز النشاطات الاقتصادية و تجنيد المبادرات الفعالة. كما عرف القطاع في نفس السنة تجنيد كل المجهودات المفيدة في ميدان المحافظة و صيانة شبكة الطرق، مع الحرص على تحديث المناهج وتسييرها و استغلالها حيث سطرت وزارة الأشغال العمومية هدفا أساسيا تمثل في مواصلة البرنامج الجاري و الانطلاق في البرنامج العادي، و كذا البرامج الخاصة المتفق عليها في إطار برنامج تدعيم الإنعاش الاقتصادي، و الصندوق الخاص بتنمية مناطق الجنوب من خلال إنجاز أهداف مسطرة تتعلق أساسا بمنشآت الطرق و الطرق السريعة و الموانئ و المطارات على أساس سياسة تنموية تندرج في إطار مسعى شامل للتأهيل الهيكلي للإقليم و التي ترمي إلى تحقيق اكبر قدر من التوازن في مجال التنمية الاقتصادية و الاجتماعية بين مختلف مناطق البلاد في إطار تهيئة متجانسة و حكيمة للإقليم. و تندرج هذه السياسة في إطار الخيارات الكبرى التي حددها برنامج رئيس الجمهورية و التي ترمي إلى تشييد هياكل قاعدية حديثة من خلال إنجاز شبكة طرق عصرية و مهيكلة في إطار تجسيد الخيارات الكبرى لتهيئة الإقليم و تعزيز طرق الربط الدولية من خلال مقاربة متعددة الأبعاد وتحديث شبكة الطرق الموجودة والمحافظة عليها طبقا للمقاييس الدولية و تحسين مستوى خدمة شبكة الطرق من خلال أعمال الصيانة و ظروف الاستغلال و تكييف المنشات البحرية حسب الاحتياجات المستقبلية علاوة على إنشاء منشات جديدة للتجارة و الصيد البحري و السياحة و تحسين الخصائص الهندسية لمنشآت المطارات حسب الاحتياجات الخاصة. القضاء على النقاط السوداء المعرقلة لحركة المرور ومن هذا المنطلق شهد عام 2008 الوصول إلى تطوير حوالي 10الاف كلم من الطرق الجديدة منها 115 كلم من الطرق السيارة و210 كلم من الطرق السريعة وأزيد من 5500 كلم من الطرق الوطنية والولائية، بالاضافة إلى انجاز ما يفوق عن 1600 كلم من الطرقات في إطار فك العزلة ولا سيما في الجنوب والهضاب العليا وسيتواصل هذا المجهود من أجل تسليم حصص إضافية قبل نهاية شهر مارس 2009 تشمل الطريق الاجتنابي الثاني للعاصمة وأزيد من 1000 كلم من الطرق الوطنية و132 كلم من الطرق السيارة كما سيتم استلام الباقي من الطريق الاجتنابي الثالث للجزائر الذي سيمتد من تيبازة إلى بومرداس فضلا عن استكمال الدراسات الخاصة بالطريق الاجتنابي الرابع الرابط بين عين الدفلى وبرج بوعريريج وإجراء الدراسات الخاصة بإنجاز الطريق الدائري للهضاب العليا وكذا التقدم في إنجاز مشاريع مختلفة للطرق السريعة في عدة ولايات. وفي مجال الصيانة وإعادة التأهيل فقد تمت معالجة أزيد من 42000 كلم من الطرق وبغرض ضمان صيانة الطرقات تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 540 دار صيانة أنجزت فضلا عن إنشاء 15 حظيرة جهوية للصيانة مزودة بأكثر من 500 ألية لضمان ديمومة شبكة الطرقات . كما أن إرادة صيانة المنشآت الأساسية للطرق قد تجسدت في اعتماد مشاريع إنجاز معهد عال لتسيير المشاريع الكبرى للأشغال العمومية وكذا في تحضير عقد لتسير بالامتياز للطريق السيار شرق-غرب وفي نفس الوقت يجري حاليا إعداد وتنفيذ ترتيبات جديدة من أجل تعزيز مكافحة حوادث الطرق ويتضمن هذا البرنامج تحسين النقاط الخطيرة حيث تم إنجاز 119 نقطة. مشاريع كبرى ذات بعد وطني وجهوي وبخصوص المطارات شكلت هذه المرافق خلال 2008 رهانا استراتيجيا في إشكالية التنمية المستديمة و الاندماج الاقتصادي والاجتماعي للإقليم على العموم باعتبار أن القدرات الذاتية لهذه المطارات لا سيما أرضيات الإقلاع تستجيب للحاجيات الحالية لحركة الملاحة الجوية في حين يقتصر تطوير الحركة بالنسبة للبعض منها على تكييف مساحات التنقل فضلا عن مواصلة سياسة فك العزلة عن الإقليم و الاستجابة لارتفاع كثافة حركة الملاحة الجوية و حجم الطائرات المتزايد. كما تفيد حقيبة المشاريع الكبرى ذات البعد الوطني و الجهوي للقطاع التي تم إطلاقها أو تلك التي ستنطلق على غرار مشروع الطريق السيار شرق-غرب و الطريق العابر للصحراء و الطريق السيار الجانبي للهضاب العليا و الطرق السيارة الجانبية و الطرق الاجتنابية و أشغال التهيئة الحضرية والمرافق المرفئية و المطارية بأن قطاع الأشغال العمومية قد دخل مرحلة حاسمة من تنميته كما أن التقييم الشامل لمدى تقدم تنفيذ البرنامج الخماسي 2005 2009 الخاص بالقطاع يبرز إسهاما معتبرا لهذا الأخير في النمو الاقتصادي حيث ساهم تنفيذ البرنامج القطاعي في استحداث 688947 منصب شغل وفك العزلة عن 7290000 مواطنا و تحسين ظروف تنقلهم. كما تبرز الحصيلة الشاملة التي وصل إليها القطاع خلال نفس السنة تسيلم 51252 كلم من أشغال الطرقات أي ما يعادل مجموع الطرقات التي تم شقها في الفترة 1962 - 1999 كما تشير ذات الحصيلة إلى 1050 جسر بين إنجاز و صيانة. و تخض أشغال الطرقات 1997 كلم من عمليات التطوير و لقد تم الشروع في انجاز مجموع المشاريع المسجلة و عددها 1439 مشروع. صيانة مستمرة للجسور والطرقات أما فيما يتعلق بصيانة و ترقية الخدمة العمومية للطرقات فلقد سمحت الأعمال التي باشرها قطاع الأشغال العمومية بتجسيد صيانة 31277 كلم من الطرقات ووضع 86831 إشارة مرور و تعليم 36458 كلم من الطرقات والقضاء على 199 نقطة سوداء مسببة لحوادث المرور بفضل تهيئة ملائمة ومعاينة و صيانة 247 جسرا واقتناء 534 وحدة عتاد لفائدة فرق التدخل حيث سمحت هذه الأعمال تحسين الوضع العام لشبكة الطرقات الوطنية و تزفيت 92 بالمائة من المسالك، تطوير إشارات المرور ، تحسين الظروف و السلامة المرورية، تحسين الخدمة العمومية للطرقات وإقامة مصلحة عمومية جوارية عبر دور صيانة الطرقات ال.500 إنجاز 10 موانئ وبخصوص المنشآت البحرية تبرز الحصيلة إنجاز 10 موانئ و ملجأ للصيد البحري وتعزيز و تأهيل 27 مرفقا على مستوى مختلف موانئ التجارة و المحروقات و الصيد البحري فضلا عن حماية 33 موقع شاطئ و تنظيف 12 ميناء للتجارة و المحروقات و الصيد البحري. وفي مجال المنشآت المطارية تبرز الحصيلة الشروع في إنجاز 25 مشروعا مسجلا منها 10 مشاريع تم استلامها و6 مشاريع في طور الاستكمال فضلا عن الطريق السيار شرق -غرب و الطريق السيار الجانبي الثاني للجزائر العاصمة الذي تشهد أشغاله نسبة تقدم معتبرة وصلت إلى أكثر من 72 بالمائة . كما تم اتخاذ خلال 2008 إجراءات لتطوير القدرات البشرية في مجال الدراسة و المراقبة و التسيير و إنجاز مشاريع الأشغال العمومية حيث تقرر في هذا الخصوص إنجاز معهد عالي لتسيير المشاريع الكبرى على موقع المدينةالجديدة بسيدي عبد الله يسمح بتكوين الإطارات في مرحلة ما بعد التدرج في مجال إدارة و تسيير المشاريع الكبرى. و ستخصص حصريا لتكوين مسيري المستقبل و ذلك بغية تعزيز قدرات قطاع الأشغال العمومية في مجال التسيير و الإشراف العام على المشاريع الكبرى و إنجاز المركز الوطني لمراقبة النوعية بولاية عين الدفلى و الذي سيسمح بتطوير آليات مراقبة نوعية الأشغال و ترقية تقنيات صيانة المنشآت. ويجدر الذكر أن هذه الانجازات تمت مع مراعاة المحافظة على البيئة و التراث وبمرافقة شخصية للمسؤول الأول عن القطاع حيث تميزت السنة بزيارة ميدانية مكثفة أعطت دفعا قويا للإسراع في وتيرة الانجاز وفق المعاير المعمول بها دوليا. لتشهد 2008 على تدشين عدة مشاريع جد هامة شملت 25 كلم من طريق السريع العفرون- الحسينية بعين الدفلي، نفق عين شريكي بطول 1200 كلم وجسر وادي الرخام بطول 700 كلم ومجموعة من المحولات بطول إجمالي يقدر ب 88 كلم موزعة عبر عدة ولايات حيث 15 كلم منها بولاية بسكرة و 4 كلم خاص بشطر الطريق الوطني رقم 24 ببرج الكيفان و52 كلم بالطريق الوطني رقم 01 بولاية الجلفة بحاسي بحبح و09 كلم على مستوى الطريق الوطني رقم 01 بولاية عين الدفلى و04 كلم بسيدي بلعباس تدخل كلها ضمن المحاور الكبرى لمشاريع القطاع. أما فيما يخص المنشآت الفنية الكبرى عرفت ذات السنة تسليم جسر ونفق على مستوى الطريق الوطني رقم 01 بولاية جيجل وتسليم شطر من الطريق السيار بطول 5,3 كلم الرابط بين الدويرة- بابا حسن لتشهد 2008 أيضا على انجاز وتدعيم 185جسرا كما تم تسليم 10 أنفاق عبر كل من ولاية العاصمة، وهران، قسنطينة، تبسة، سطيف، عين الدفلى، في حين سجلت 4800 كلم في إطار تدعيم طرق وإعادة الاعتبار وعصرنة الطرق والانجازات الإجمالية الخاصة بالطرق الوطنية والولائية، لتتوج حصيلة 2008 لقطاع الأشغال العمومية في أخر يوم لهذه السنة بتسليم جزء هام من الطريق السيار المتعلق بجسر العطش بولاية البويرة . ------------------------------------------------------------------------