إستطاعت الجزائر أن تقلص من حجم النفايات المختلفة، وتراجعت تبعا لذلك فاتورة تسيير الأضرار الناجمة عنها إلى أقل من 2 مليار دولار سنة 2008 بعد ما كان الرقم مضاعفا خلال السنوات الماضية. ملتقيات وندوات هامة نظمت خلال السنة التي نودعها (2008) لدراسة وضعية البيئة في الجزائر وسبل الحفاظ عليها من الأخطار الناجمة عن الانتشار الصناعي في المناطق الآهلة بالسكان المتواجدة على امتداد الشريط الساحلي. هذه السنة التي شهدت نقلة نوعية في مجال الحفاظ على البيئة من الاعتداءات التي تسبب فيها الإنسان وكذا من التغيرات المناخية، فبعد ما أسست الجزائر أدوات اقتصادية ومالية نموذجية تهدف لترويج نظام ضريبي يعتمد على المعايير الدولية التي تلتزم بمبدأ ''الملوث الدافع''، وقد سمح ذلك بجلب مساهمات جوهرية لتنفيذ خطة العمل الوطنية للبيئة المستدامة. وقد اعتمدت هذه الاستراتيجية على أهداف رئيسية، الاهتمام بالصحة وبمستوى المعيشة، الاهتمام بإنتاجية رأس المال الطبيعي، تخفيض الخسائر الاقتصادية الناجمة عن التلوث والمخلفات الصناعية. وقد أعطى أسبوع الطاقة الرابع المنظم في نوفمبر 2008 بالجزائر، أهمية، حيث دعا منتجي الطاقة إلى استخدام آليات جديدة للتقليل من التلوث، وأكد على المحافظة على البيئة، وجعلها من الأولويات، وإن كانت قضايا التنمية والطاقة والتقلبات المناخية تبقى متشابكة ومترابطة. كما احتضنت بلادنا نوفمبر الماضي، ندوة وزراء البيئة الأفارقة حول التغيرات المناخية، وقد خلص اللقاء الذي دام يومين إلى التأكيد على أهمية الالتزام بمختلف الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بالموضوع، والدعوة إلى توحيد الجهود الدولية للتقليل من انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكاربون. وقد تمكن وزراء البيئة الأفارقة في لقاء الجزائر، من صياغة استراتيجية موحدة بشأن الموقف الإفريقي من التغيرات المناخية ولا سيما ظاهرة الإحتباس الحراري. واعتبر المشاركون في اللقاء أن ندوة الجزائر خرجت بأرضية وخطة مشتركة وأهداف دقيقة بغرض التفاوض مع القوى الكبرى من موقع قوة ولا سيما في الموعد العالمي الذي ستحتضنه العاصمة الدانماركية كوبنهاغن سنة .2009 وجاء تسليم الدرع العربي للجزائر نتيجة للجهود التي تبذلها في مجال البيئة، حيث استطاعت أن تحول قضية الصحاري إلى قضية دولية، مبرزة انها مصدرا للحياة والرفاهية وليس للبؤس والمجاعة، كما يصورها البعض، حتى أصبحت ملف الساعة، بعد أن عملت جاهدة على تسليط الضوء على أهمية الصحاري كمصدر للثروات سواء البترولية أو الطاقات الجديدة والمتجددة. ------------------------------------------------------------------------