حقائق عن العقيد عميروش والصراع بين قيادة الأركان والحكومة المؤقتة قام اللواء حسين بن معلم، ضابط بجيش التحرير الوطني، بعرض الجزء الأول من مذكراته، حول حرب التحرير الصادرة عن دار «القصبة» للنشر وباللغتين العربية والفرنسية، وذلك برياض الفتح. تطرق اللواء فيه إلى أهم المحطات التاريخية لثورة التحرير وبالتفصيل، مؤكدا أن سبب إصداره لمذكراته هو اقتناعه بأن كل من شارك في الثورة، يجب أن يدلي بشهادته لتبقى مادة خام للمؤرخين لتدوين ذاكرة الأمة الجزائرية. شدد اللواء حسين بن معلم، على أن تكون الشهادات موضوعية ونزيهة، كي لا يتم تحريف التاريخ قائلا: «حاولت في كتابي إعطاء معلومات موضوعية، لأنني لاحظت في مذكرات بعض الإخوان وجود أخطاء في الأحداث التاريخية التي عايشتها، ولهذا حاولت تصحيح بعضها بحسن نية». اعتمد اللواء بن معلم في مذكراته على بعض المراجع الوطنية والأجنبية حتى لا ينسى جزئيات بعض المحطات، كما استشار بعض رفقاء النضال لتصحيح المعلومات. وقال اللواء المتقاعد، إنه حاول الاعتماد على أكبر قدر ممكن من المراجع فيما يتعلق بالأحداث المهمة، لاسيما الأجنبية، بحكم أن أرشيف الثورة المليئ بالمعلومات، يتواجد لدى الفرنسيين والذي لم يسلم، موضحا أنه اتبع التسلسل التاريخي في عرض الأحداث التاريخية التي عاشها منذ ماي 1956، مرورا بمؤتمر الصومام لغاية انتهاء مهمّة العقيد عميروش، وكذا المهمة التي قام بها إلى الأوراس رفقة العقيد، باعتباره كان سكرتيره لمدة سنة. وأبرز اللواء بن معلم في هذا الشأن، أنه تطرّق لهذه المحطات التاريخية بكل دقة وموضوعية، وروى بإسهاب مهمّته إلى تونس وتكوينه بالكليات العسكرية في الشرق الأوسط، وعملياته العسكرية على الحدود الشرقية، مركزا على بعض الأحداث المهمة داخل الوطن، منها عملية «الطير الأزرق، قابوس»، وعملية «الجنرال بلونيس» وكذا عملية «لابلويت» التي أسالت الكثير من الحبر، حيث كانت أهم عملية قامت بها القوات الفرنسية. وأوضح بن معلم، أنه لا يعرف كيف جرت الأمور بالضبط بالنسبة لعملية «لابلويت»، وتناولها في مؤلفه للدفاع عن العقيد عميروش الذي طالته الإشاعات لتشويه صورته، باتّهامه أنه دموي ويكره المثقفين، كما تطرق أيضا إلى الصراعات التي جرت سنة 1962 بين قيادة الأركان العامة والحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، كونها كانت تشغل باله في تلك الفترة، حيث أعطى رأيه، لأول مرة، في الموضوع وحاول التوفيق بين الطرفين في هذه المسألة. ونفى في معرض حديثه، ما نسبته له بعض الجرائد بأنه اتهم المجاهد عبد الحفيظ بوصوف بكتابة تقرير أسود عن عبان رمضان، داعيا رجال الإعلام إلى قراءة المذكرات جيّدا قبل نشر معلومات لا أساس لها من الصحة، قائلا: «هدفنا تقديم شهادات تاريخية موضوعية ونزيهة»، مشيرا إلى أنه عن قريب سيصدر الجزء الثاني من كتابه الذي سيخصص لفترة ما بعد الاستقلال. علاقتي مع العقيد عميروش كانت جيدة وعملية «لابلويت» مست الولايتين الثالثة والرابعة وفي ردّه على سؤال الرئيسة المديرة العامة لجريدة «الشعب»، السيدة أمينة دباش، حول قضية لابلويت التي ماتزال غامضة في تاريخ الثورة بمنطقة الأوراس، أوضح اللواء المتقاعد أن العملية لم تمس الولاية الأولى، قائلا فقط بعض الأفراد الذين ذهبوا ضحية بسبب ظهور من أسماهم بالمشوشين الذين حاربهم العقيد الحاج لخضر بعد اجتماع ديسمبر 1958، مضيفا أن الولاية الثالثة هي المستهدفة بالدرجة الأولى والولاية الرابعة بشكل أقل. وفي سؤال آخر حول علاقته بالعقيد عميروش، أكد اللواء بن معلم، أن الشهيد كان متواضعا كثيرا، له هيبته كقائد ثوري، وإنسان ذكي في نفس الوقت، تتوفر فيه صفات القائد المحنك، والاتصال معه كان جيدا وسهلا. وعن سؤال «الشعب» حول تهجم البعض على رموز الثورة عبر الصحف، أكد أن هؤلاء الرموز لا يمكن المساس بمصداقيتهم، مشيرا إلى أنه تطرق في مذكراته للشهيد البطل العربي بن مهيدي.