تم أمس شحن مساعدات انسانية و طبية عاجلة استعدادا لارسالها للشعب الفلسطيني في قطاع غزة من مطار بوفاريك (البليدة) الى مطار العريش بمصر. و تتمثل هذه المساعدات التي تم شحنها من مخزن الهلال الاحمر الجزائري بالعاصمة، في 61 طنا من العتاد الطبي و المواد الصيدلانية و المواد الغذائية، اضافة الى سيارتي اسعاف مجهزتين بكافة مستلزمات التدخل الميداني. كما سترافق هذه المساعدات فرقة طبية مكونة من 10 اطباء متطوعين مختصين في طب الاستعجالات والعظام و العيون والاطفال، سيتوجهون على نفس الطائرة الى غزة. و تتمثل المواد التي سترسل الى قطاع غزة الذي تواصلت به الغارات الأسرائيلية لليوم الثامن على التوالي في اكياس مصل و حقن و ادوية و مضادات حيوية و معدات خاصة بالتدخل السريع، اضافة الى محطة لتصفية المياه و مولدات كهربائية. و قد أشرف على هذه العملية وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بلخادم و وزير التضامن الوطني و الأسرة و الجالية الوطنية بالخارج السيد جمال ولد عباس بحضور الناطق الرسمي باسم حركة المقاومة الفلسطينية حماس السيد سامي ابو زهري. و اشار السيد ولد عباس في تصريح للصحافة الى ان هذه المساعدات الطبية جاءت بناء على طلب من الهلال الاحمر الفلسطيني الذي يقوم بتحديد كافة متطلباته وارسالها الى الهلال الاحمر الجزائري الذي يقوم بدوره بتوفيرها له. و ذكر الوزير أن الجزائر كانت قد أرسلت يوم الاثنين الماضي طائرتين محملتين ب 61 طنا من المساعدات الانسانية يتم نقلها برا من مطار العريش بمصر الى غزة، مؤكدا في ذات الصدد، أن رئيس الجمهورية يتابع شخصيا عملية الجسر الجوي الممدود بين مطار بوفاريك العسكري ومطار العريش و من جهته، أوضح السيد بلخادم أن موقف الشعب الجزائري مطابق لموقف سلطته حيال ما يحدث في قطاع غزة، مؤكدا على تجنيد كافة الوسائل لمساعدة الشعب الفلسطيني في مواجهة الغطرسة الاسرائيلية . ويحتاج الشعب الفلسطيني في غزة، يضيف ذات المتحدث، الى دواء للتخدير ومستشفى ميداني و ادوية خاصة بالجراحة الحربية و كل المستلزمات التي تخص الفرق الطبية. واوضح السيد بلخادم ان الجزائر على استعداد لارسال مستشفى ميداني الى غزة و استقبال جرحى في المستشفيات الجزائرية مشيرا الى »اننا لا زلنا في انتظار القائمة الدقيقة لكافة الاحتياجات التي يطلبها الاخوة الفلسطينيون في غزة«. و اشار الى انه، بناء على تعليمات رئيس الدولة، فانه سيتم ايضا ارسال، زيادة على ذلك، معدات و آليات متعلقة بالحماية المدنية خاصة باخماد النيران و رفع الركام. و من جهته، أعرب السيد سامي ابو زهري عن ارتياحه الكبير و تقديره لهذه المبادرة الجزائرية، مشيرا إلى أن هذا الموقف ليس غريبا عن الجزائر و جاء ليبرهن مرة أخرى عن تضامنها الفاعل و الثابت حكومة و شعبا مع الشعب الفلسطيني. وأكد على أن موقف الجزائر موقف مشرف بالنسبة للقضية الفلسطينية ودفاعها المتواصل على حقوق الشعب الفلسطيني، مشيرا بالمناسبة الى اهتمام رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة شخصيا بايصال هذه المساعدات الى اهلها في غزة. و اكد أنه ينبغي بذل المزيد من الجهود لايصال هذه المواد الى غزة، مشيرا الى أن الصعوبات التي تعترض وصول هذه المساعدات إلى الأراضي المحتلة تتمثل اساسا في الإجراءات الإسرائيلية المتشددة وخصوصا إذا كانت هذه المساعدات آتية من دول شقيقة أو صديقة لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.