المصابون ب«السكري»، فقر الدم والإفراط في الأكل أكثر الوافدين تشهد مصالح الاستعجالات بمختلف مستشفيات العاصمة والعيادات الصحية حالة طوارئ بسبب اكتظاظها الكبير بالمرضى من مختلف الأعمار لاسيما بعد الإفطار، حيث تجد أغلبية المواطنين يشتكون من آلام المعدة والتهابات على مستوى الجهاز الهضمي بسبب الإفراط في الأكل وتناول المأكولات غير الصحية المشبعة بالدسم والسكريات، وهو ما أكّده لنا الأطباء في تصريحاتهم. «الشعب» تنقّلت إلى بعض مستشفيات العاصمة في جولة استطلاعية قبل وبعد الإفطار بكل من المستشفى الجامعي لمين دباغين «مايو» والمركز الاستشفائي مصطفى باشا والعيادة المتعددة الخدمات «ميرا»، حيث لاحظت بعد أذان المغرب وجود عدد هائل من المرضى في قاعات الانتظار الخاصة بمصالح الاستعجالات الطبية، وآخرون يتوافدون على هذه المصالح بين الفينة والأخرى بشكل غير مسبوق. كانت البداية من مستشفى لمين دباغين المعروف ب «مايو» بباب الواد، فبمجرد دخولنا إلى قاعة الانتظار شد انتباهنا مواطن يبدو في العشرينات من عمره، كان وجهه شاحب اللون والتعب الشديد يظهر عليه، تقرّبنا منه لمعرفة سبب تواجده في مصلحة الاستعجالات، فأجابنا بأنه مصاب بداء السكري، علما أنّ الطبيب نصحه بعدم الصوم إلا أنه لم يأخذ بنصيحة طبيبه بعين الاعتبار ورفض الإفطار، وكانت النتيجة إصابته بتعقيدات صحية. من جهتها أكدت لنا إحدى المريضات اللواتي وجدناهن بالمصلحة أنها مريضة بفقر الدم المنجلي وتستوجب حالتها الصحية في كل مرة القيام بعملية نقل الدم، فهي تتوجه إلى المستشفى لإجراء تحليل للكريات الدموية الحمراء من أجل تفادي المضاعفات الخطيرة لاسيما خلال شهر رمضان، موضحة أنّ تناولها لغذاء متوازن وصحي مكّنها من الصيام دون تعقيدات صحية. المرضى يشتكون من المحاباة أبدى بعض المرضى الذين وجدناهم بعدد هائل ينتظرون دورهم للفحص تذمّرهم الشديد من الانتظار لساعات طويلة في قاعة مصلحة الاستعجالات بمستشفى «لمين دباغين» ولساعات طويلة من أجل القيام بالتشخيص، مؤكدين أنّ ما زاد الأمر سوءا لجوء بعض العاملين بالمستشفى من ممرضين وأعوان استشفائيين إلى أساليب «المعريفة»، حيث يقومون بإدخال أقاربهم أو أصدقائهم مباشرة لإجراء الفحص دون انتظار دورهم ودون مراعاة للحالة الصحية لكل مريض ومدى خطورتها. وبسبب العدد الهائل من المرضى الذين يشكلون في كل ليلة بعد الإفطار طوابير غير متناهية يتعذّر على بعض الأعوان الاستشفائيين التحكم في هذه الأوضاع غير المسبوقة من قبل، ما يتسبّب في إحداث فوضى داخل المصلحة، بل والأكثر من ذلك ففي بعض الأحيان من غياب متكرّر للموظفين إلى درجة أنّ الذين يقصدونه لا يجدون من يوجّههم.