نظم الاتحاد الوطني للفنون الثقافية امس الاثنين بالجزائر العاصمة يوما تضامنيا مع أهالي غزة الذين يتعرضون منذ عشرة أيام الى العدوان ومختلف أنواع الانتهاكات لحقوق الانسان من طرف الجيش الاسرائيلي. وتميز هذا اليوم التضامني الذي احتضنه رواق محمد راسم بانجاز عدد من الجداريات التي تمثل معاناة الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت وطأة الاحتلال الاسرائيلي بفرشاة فنانين جزائريين تشكيليين أبو إلا أن يعبروا عن تضامنهم و دعمهم لسكان غزة من خلال الألوان التي مزجت بين التشاؤم من الواقع الراهن و التفاؤل بغد أفضل. وعن هذه الخطوة، يقول رئيس الاتحاد السيد عبد الحميد عروسي أنها ''تعبير صريح لفنانين جزائريين قدموا من مختلف ربوع الوطن للمشاركة في محنة أهالي غزة والتضامن معهم'' مضيفا أنه ''أمام هذه المأساة التي يعيشها اخواننا الفلسطينيون لا يسعنا الا أن نرفض تلقائيا كل أشكال العنف الذي يمارس في حقهم'' . وأردف السيد عروسي مؤكدا أن الفنان الجزائري عموما ''كان حاضرا في كل الأزمات و مدافعا دائما عن حقوق الانسان'' و من هذا المنطلق ''ارتأينا المساهمة بانجاز جداريات نعكس من خلالها تضامننا مع المضطهدين في قطاع غزة و كذا آمال الأمة العربية في أن تستتب الأمور و ينعم الشعب الفلسطيني بالأمن و السلام''. وأمام جدارية اختير لها عنوان ''غزة تحت القصف'' وقفت الفنانة التشكيلية كريمة زيدان تتم لوحتها التي امتزج فيها الرمادي الداكن الذي يرمز الى العدو الاسرائيلي و الأخضر لون الحياة. وتقول كريمة أن ''الفنان بطبعه المرهف يشعر أكثر من غيره بما يتعرض له الآخر من آلام و جراح و نحن كفنانين تشكيليين لا يسعنا سوى الامساك بفرشنا و أوراقنا البيضاء و اسقاط آمالنا وآلامنا عليها''. ويشترك في هذه الرؤية أغلب الفنانين الذين تفرقوا في زوايا رواق محمد راسم. فبنفس الألوان، التي تفاوتت بين الدرجات القاتمة و الفاتحة و بخطوط لا تختلف كثيرا عن كريمة زيدان، ترجم هؤلاء مشاعر الألم و الغضب النابعة من واقع يفرض الموت على شعب أعزل لا حول له و لا قوة.