ما تزال ردود الفعل المنددة والمستنكرة للجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل في حق شعب غزةوفلسطين عموما، متواصلة موازاة مع استمرار العدوان الهمجي الذي يصل إلى نهاية الأسبوع الثاني، وعلاوة على قادة الأحزاب والهيآت والمنظمات، أبدى الشعب الجزائري مساندته المطلقة لشعب غزة ومشاطرته لآلامه وجراحه التي لا تندمل. فبعد حصار جائر أنهك شعب غزة، يوجد اليوم محل قصف مكثف لم ينل منه، بل أنه أعطى مجددا درسا في المقاومة للصهاينة، تواصلت نهاية الأسبوع الأخير نشاطات الأحزاب السياسية والجمعيات والمجتمع المدني المندرجة في إطار التضامن مع شعب غزة والمنددة بالموقف العربي المخزي والدولي المجحف، في وقت تقف فيه غزة شامخة ورأس فلسطين مرفوع بمقاومة شرسة لعدو غاشم. ويعبر الشارع الجزائري عن تضامنه على طريقته، فبسكيكدة علق أصحاب المحلات شعارات كتب عليها ''كلنا مع غزة''، وكذلك أصحاب السيارات، وبأم البواقي شارك 5 ألاف طالب في مسيرات عفوية رددوا خلالها شعارات مساندة للشعب الفلسطيني ومستنكرة للاحتلال. بلخادم من البويرة: على العرب ألا يخذلوا صمود غزة أكد الأمين العام لحزب جبهة التحريرالوطني السيد عبد العزيز بلخادم أن المطلوب الآن من العرب هو ألا يخذلوا صمود غزة التي فقدت منذ الغزو الاسرائيلي في 27 ديسمبر الاخير أكثر من 700 شهيدا. وقال السيد بلخادم خلال اشرافه أول أمس بالبويرة على وقفة تضامنية مع غزة ان المطلوب الآن من العرب، ألا يخذلوا صمود غزة بالابتزاز السياسي بل عليهم إصدار قرارات لوقف آلات الدمار وفتح المعابر. وأضاف أن غزة الجريحة صامدة وثابتة ولا يمكن إطلاقا أن يسلب منها هذا الصمود بتنازلات على مستوى قرارات سياسية. وقال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بشآن المساعدات الإنسانية التي يتحدث عنها ممثلو بعض الدول في الأممالمتحدة ان الشعب الفلسطيني لا ينتظر من الأممالمتحدة تقديم المساعدات فقط، و ان هذا الشعب كما اضاف قال لهم »نعم للجوع، لا للركوع «. وأردف يقول ''كنا ننتظر من الأممالمتحدة أن تقول لهذا الطفل المدلل (إسرائيل) أن يكف عما يعيث به فسادا في الأرض''، متأسفا لكون »لا صوت ارتفع من أولائك الذين يتحدثون على مدار الساعة عن حقوق الإنسان و التسامح«. وأكد السيد عبد العزيز بلخادم أن »الجزائر الرسمية والشعبية والحزبية وغير الحزبية والجزائر كلها من الصبي إلى الشيخ والكهل هي مع فلسطين ومع المقاومة في غزة و مع كل من يقول للعدو اخرج من فلسطين«. سلطاني يؤكد: المقاومة لن تستسلم أبدا دعا رئيس حركة مجتمع السلم السيد أبو جرة سلطاني بعد ظهر أول أمس، بميلة إلى تأسيس صندوق جزائري لإعادة إعمار قطاع غزة من خلال جمع مليار دولار من أموال الزكاة و المتبرعين من المواطنين و رجال الأعمال والمؤسسات. واعتبرالسيد سلطاني في مهرجان تضامني مع الشعب الفلسطيني نشطه بقاعة دار الثقافة لميلة أن بشائر انتصار المقاومة التي لن تستسلم أبدا في غزة قد لاحت في الأفق، و ذلك كما أضاف من خلال اتضاح عجز قوات الاحتلال الاسرائيلي على بلوغ أهدافها بعد 13 يوما من هجماتها الوحشية على الأبرياء العزل من سكان غزة الصامدة. وحث رئيس حركة مجتمع السلم، أمام جماهير غفيرة من مناضلي تشكيلته السياسية ومواطنين، الشعب الفلسطيني و جميع تنظيماته ومقاومته على استلهام، من تاريخ الجزائر، العبر الكثيرة من أجل تحقيق أهداف حرية و استقلال فلسطين، مذكرا بالمناسبة بأن شهداء 8 ماي 1945 في الجزائر كانوا وقودا للثورة التي اندلعت في الفاتح من نوفمبر ,1954 إذ دحضوا باستشهادهم أوهام تحقيق الحرية بالنضال السياسي وحده، على حد تعبيره. وجدد التذكير بالموقف الثابت للجزائر في دعم ونصرة الشعب الفلسطيني من خلال الشعار الخالد ''نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة'' منوها بأن الجزائر ''تفتخر بكونها لم تطبع أبدا مع إسرائيل و ليست لديها أي نوع من العلاقة أو الاتصال مع دولة اسرائيل''. وتميز هذا التجمع كذلك بتدخل ممثلين محليين لبعض الأحزاب السياسية إلى جانب أداء أناشيد تضامنية مع غزة من طرف فرقة ''الريحان'' لولاية سطيف المجاورة. مجلس أخلاقيات الطب الجزائري: استعداد لمساعدة جرحى العدوان الإسرائيلي أبدى مجلس أخلاقيات الطب الجزائري نهاية الأسبوع، خلال اجتماع طارىء لرؤساء المناطق، استعداده التام لتقديم العون لجرحى القصف الاسرائيلي. وأوضح رئيس مجلس أخلاقيات الطب السيد محمد بقاط بركاني أنه بعد موافقة السلطات الجزائرية، استدعى المجلس رؤساء المناطق وقام بالاتصال ببعض العيادات الخاصة التي أبدت بدورها استعدادها التام لتقديم المساعدات لإخواننا بقطاع غزة. وأكد السيد بقاط بركاني استعداد أطباء العيادات الخاصة لمعالجة الجرحى الفلسطينيين سواء بالتنقل الى قطاع غزة أو التكفل بهم على أرض الجزائر. وقال أن ممثلين من مجلس الأطباء الجزائريين شاركوا في اليوم الاحتجاجي الذي نظمه مجلس أخلاقيات الطب العربي اول امس بمدينة العريش المصرية بسبب عدم سماح السلطات المصرية بمرورهم الى قطاع غزة. وذكر السيد بقاط بركاني أنه شارك في هذا اليوم الاحتجاجي 50 طبيبا من مختلف الدول العربية مطالبين السلطات المصرية بفتح معبر رفح للسماح لهم بتقديم العلاج لمواطني غزة. وأكد المتحدث أن فريقا طبيا من الإتحاد العربي لمجلس أخلاقيات المهنة قد تمكن خلال الأيام الأولى من القصف من دخول قطاع غزة ويواصل تقديم مساعداته للسكان داخل الأراضي الفلسطينية. وذكر السيد بقاط بركاني بأن المجلس قد تلقى طلبات بعض أعوان السلك شبه الطبي من مختلف ولايات الوطن للسماح لهم في إطار منظم بالذهاب الى قطاع غزة لتقديم المساعدات لمواطنيها. وكان مجلس أخلاقيات مهنة الطب قد ندد بجرائم القصف المتصاعد للعدوان الاسرائيلي الذي يستهدف السكان الأبرياء. بن براهم يكشف: صندوق وطني لدعم أطفال غزة أعلن القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية السيد نور الدين بن براهم أول أمس، بالأغواط عن مبادرة ''إنشاء صندوق وطني لدعم أطفال قطاع غزة'' يندرج في إطار مبادرات تضامن الجزائر مع أطفال فلسطين. وأكد السيد بن براهم خلال إشرافه على لقاء جمعه بالإطارات الكشفية وممثلي المجتمع المدني بمدينة عين ماضي بالأغواط بأن التبرعات انطلقت هذا اليوم من هذه المنطقة من الوطن، داعيا كل الخيرين والمحسنين لتقديم الهبات وكل ما أمكن من التبرعات للتخفيف من معاناة أطفال قطاع غزة الذين يتعرضون هذه الأيام لعدوان سافر من قبل الآلة الحربية الإسرائيلية. وبالمناسبة، جدد القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية، المواقف الثابتة للدولة الجزائرية قيادة وشعبا تجاه القضية الفلسطينية. وأهاب السيد بن براهم في تدخله أمام الإطارات الكشفية بكافة القوى الخيرة في العالم للتضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة وتقديم لهم كل المساعدات الممكنة من أجل رفع الظلم عنهم و إنقاذهم من المجازر الرهيبة التي ترتكب في حقهم. هذا وكانت للقائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية لقاءات مع إطارات الحركة الكشفية بولاية الأغواط حيث أقيم بالمناسبة معرض إعلامي بدار الثقافة عبد الله بن كريو بعاصمة الولاية حول واقع وآفاق النشاط الكشفي على المستويين المحلي والوطني حيث تندرج هذه التظاهرة في إطار إحياء الذكرى ال 70 لتأسيس أول فوج للكشافة الإسلامية الجزائريةبالأغواط. جمعية الفورام: إدانة الصمت الدولي أدان رئيس الجمعية الوطنية من أجل ترقية الصحة و تطوير البحث ''فوريم'' البروفيسور مصطفى خياطي نهاية الأسبوع بالعاصمة، خلال يوم نظم لمساندة الاطفال الفلسطنيين، صمت بعض البلدان و المنظمات غير الحكومية و وسائل الاعلام الغربية أمام المجازر التي تقترف بفلسطين. ويرى رئيس ''الفوريم'' أن الأطفال الجزائريين لا يفهمون لماذا يقتل عدد كبير من الاطفال الفلسطينيين أو يصابون بجروح و يتساءلون اذا كان لهؤلاء الاطفال حق في الحماية و اذا كانت الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل تطبق عليهم. كما تطرق نفس المتحدث في مداخلته الى المجزرة التي تقترف في حق النساء والاطفال و قصف المدارس وغياب الحقوق الأساسية للأطفال الفلسطنيين (الحق في الحياة و في التغذية و في المياه الشروب و في العلاج و غيرها) داعيا كل أطفال الجزائر الى كتابة رسائل الى المسؤولين الأممين يطالبونهم فيها باجبار الكيان الصهيوني على احترام الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل. واستنادا الى بيان ''الفورام'' فان سفراء و ممثلي سفارات، لا سيما تركيا و ايران و فنزويلا و رومانيا و سوريا و أوكرانيا و اليونيسف حضروا هذا اللقاء.