تفتح المدارس العليا للضمان الاجتماعي أبوابها للطلبة الجزائريين والأفارقة، نهاية أكتوبر الداخل، ويراهن عليها لتقديم تكوين علمي عالي المستوى للحصول على شهادة ماستر مهني معترف بها وطنيا، إفريقيا ودوليا، وستمنح للمتخرجين أولوية التوظيف في القطاع. كشف وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، محمد الغازي، أمس، أن المدرسة العليا للضمان الاجتماعي، "مؤسسة تكوين بامتياز في مجال الحماية الاجتماعية للجزائر ولدول المغرب العربي وإفريقيا". وقال خلال إشرافه على يوم إعلامي لأعضاء السلك الدبلوماسي للبلدان المغاربية والأفريقية الفرانكفونية، إن الهيكل البيداغوجي الجديد "نتاج شراكة بين الجزائر والمنظمة الدولية للعمل، يهدف لتطوير المعارف والكفاءات التي تكفل التسيير اللائق للمنظومات الوطنية للحماية الاجتماعية"، مشيرا إلى أنها تسعى لتعزيز تبادل التجارب والخبرات في المجال على الصعيدين الإقليمي والدولي. وتوضع المدرسة تحت الوصاية الإدارية لوزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي والوصاية البيداغوجية المشتركة، بينها ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وتعتمد برامجها التعليمية على الجانبين النظري والتطبيقي بالتعاون مع خبراء مكتب العمل الدولي. وأوضح الغازي، أن 83 أستاذا جامعيا سيتولون مهمّة التأطير البيداغوجي، بينهم 7 بدرجة بروفيسور و30 أستاذا محاضرا و30 أستاذا مساعدا، على أن تبرمج اتفاقيات شراكة مع جامعات دولية تساهم في الملتقيات والمحاضرات ولجان الامتحانات. وأفاد الوزير، أن المدرسة تلقت 620 ملف ترشح لاجتياز اختبار الدخول للسنة الجامعية الحالية ودراسة التخصصات الثلاثة، ممثلة في قانون الحماية الاجتماعية، التسيير الاستراتيجي والاكتوارية وسيتم قبول 25 طالبا في كل تخصص، على أن تخصص نسبة 25 من المائة للدول الإفريقية والمغاربية. وسينطلق التكوين، بحسب تأكيد الوزير، نهاية أكتوبر الداخل، على أن يتم ضمان التكوين بالمعهد الوطني للتكوين العالي شبه الطبي بحسين داي، في انتظار الانتهاء من أشغال المدرسة العليا للضمان الاجتماعي ببن عكنون. ورافق وزير التعليم العالي والبحث العلمي، محمد مباركي، وزير الصحة عبد المالك بوضياف، ووزير التكوين المهني نورالدين بدوي، محمد الغازي وممثلو السلك الدبلوماسي محمد الغازي في الزيارة الميدانية لورشة إنجاز المدرسة ببن عكنون، حيث بلغت نسبة الأشغال 30٪، وخصص لها مبلغ مالي يقدر ب3.4 مليار سنتيم. وقال الغازي، إن المنشأة التي تقدر طاقة استيعابها ب400 مقعد بيداغوجي، ستكون جاهزة خلال الدخول الدراسي المقبل. وأكد خلال الندوة الصحفية، أن خريجي المدرسة سيحظون بالأولوية في التوظيف بقطاع الضمان الاجتماعي. وذكر أن فكرة الإنشاء تبلورت سنة 2012 وتم توقيع الاتفاقية مع منظمة العمل الدولية التي اختارت الجزائر، بالنظر لسمعتها ومصداقيتها في القارة الإفريقية ومنطقة شمال إفريقيا سنة 2013 لتتجسد على أرض الواقع هذه السنة. وأفاد أنها ستعطي إضافة نوعية للموارد البشرية العاملة في ميدان الحماية الاجتماعية ويمكنها من مواكبة العصرنة العالمية. وعلى هامش النشاط، طمأن وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، شباب الجنوب بضمان حقهم في الشغل وإعطائهم الأولية في حال تكافؤ الشهادات، وقال بشأن واجب الخدمة الوطنية إن القانون صريح وواضح وعلى الشباب تأدية واجبهم الوطني ومباشرة حياتهم المهنية.