في مسجد خالد بن الوليد بمدينة عين البنيان، أكّد الشّيخ صالح شيخاوي أنّ الظلم مرض خطير جداً انتشر الآن في شتى بقاع الأرض. هو وضع الشيء في غير موضعه، وهو انحراف عن العدالة، متى فشي أو شاع في أمة أهلكها، وإذا حل في مدينة أو في قرية دمرها، هو والفساد قرينان بهما تخرب الديار وتزول الأمصار، وتقل البركات ويحل الفشل محلها. أعظم الظلم وأشدّه وأخبثه الشّرك بالله، قال تعالى {إنّ الشّرك لظلم عظيم}، فهناك من الناس من هو ظالم لنفسه بترك الطاعة وفعل المعصية، وهناك مقتصد وهناك سابق بالخيرات. الإنسان الذي يتعدّى على الناس بالظلم، فهو أيضا ظالم لنفسه، لكن الله تعالى حرم الظلم على نفسه قبل أن يحرمه على عباده. عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة يقول تعالى: {يا عبادي إنّي حرّّمت الظّلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا}، وقد ذمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الظلم، فقال عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلي الله عليه وسلم: «الظّلم ظلمات يوم القيامة». ومن أجل ذلك حذّرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الظلم قائلاً عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اتّقوا الظّلم فإنّ الظلّم ظلمات يوم القيامة واتّقوا الشح فإنّ الشح قد أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم». لكن قد نرى الظالم يظلم ويتمادى في ظلمه، ونظن أن الله تعالى يتركه كلا لأن الله تبارك تعالى يمهله ويعطيه فرصة للتوبة ثم يعاقبه إذا لم يبادر بالتوبة، قال تعالى: {ولا تحسبن الله غافلا عمّا يعمل الظّالمون إنما يؤخّرهم ليوم تشخّص فيه الأبصار}، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن أبي موسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنّ الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته ثم قرأ {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة أن أخذه أليم شديد}». جزاء الظّالمين أولا في الدنيا لا يستجيب الله لدعائهم: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تظلموا فتدعوا فلا يستجاب لكم وتستسقوا فلا تسقوا وتستنصروا فلا تنصروا..جزاء الظالمين في الآخرة». قال تعالى: {إنّا اعتدنا للظّالمين ناراً أحاط بهم سرادقها}، قال تعالى: {ما للظّالمين من حميم ولا شفيع يطاع}، لكن الله تبارك وتعالى أعطى للمظلوم سلاحا رهيبا يدافع به عن نفسه: أولا وهو الدعاء المستجاب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ثلاثة لا ترد دعواهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب وعزّتي لأنصرنّك ولو بعد حين». وكذلك حذّر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه من الظلم، عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذاً إلى اليمن فقال: «اتّقوا دعوة المظلوم فإنّها ليس بينها وبين الله حجاب». أن ننصرهما: عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «انصر أخاك ظالما أو مظلوما»، فقال رجل: يا رسول الله أنصره إن كان مظلوما، أفرأيت إن كان ظالما كيف أنصره؟ قال: «تحجزه عن الظلم فإن ذلك نصره» البخاري.