تتوفّر ولاية غليزان على ثروة غابية تفوق مساحتها 60 ألف هكتار، تتشكّل 55 بالمائة منها من أشجار الصنوبر الحلبي و35 بالمائة من أشجار الزبوج والعرعار. وبرمجت محافظة الغابات لولاية غليزان مشروعا جديدا من شأنه أن يساهم في التقليل من خسائر حرائق الغابات على مستوى إقليمها. وأفاد رئيس مصلحة مكافحة حرائق الغابات والنباتات بالمحافظة، محمد غرمول، بأنّ المشروع الجديد يسمى بالأشغال الحراجية، التي تتمثل في قطع الأشجار والأغصان اليابسة القابلة للإشتعال من أجل خلق ممرات ومساحة تساعد في التدخل في حالة أيّ حريق، وتعمل على عدم امتداده. وكشف المتحدث بأنّ المحافظة برمجت 2000 هكتار من الغابات التي سيتم تنقيتها، وفتح 700 ممرا على مستوى الخريطة الغابية بالولاية، حيث أوضح نفس المسؤول بأنّ المشروع الجديد هو قيد اتخاذ الإجراءات الإدارية والقانونية، قبل انطلاقها في الأسابيع القادمة. ويأتي هذا الإجراء الجديد بعد تسجيل ارتفاع ملحوظ في عدد الحرائق التي شهدتها غابات ولاية غليزان خلال السنوات الثلاثة الماضية، بعدما مسّت ألسنة النيران العام الماضي ما يزيد عن 577 هكتار من أشجار الصّنوبر الحلي والزيتون البري. وأكّد محمد غرمول بأنّ مشروع الأشغال الحراجية يساهم كثيرا في التقليل من خطر الحرائق، ويعتبر جدّ مهم في الحفاظ على الثرورة الغابية. وتمّ غرس 6 آلاف شجيرة داخل وبجوار مركز الردم التقني للنفايات المنزلية بوادي ارهيو (50 كلم شرق غليزان)، الذي يتربّع على 10 هكتارات، وتشرف الأشغال على الانتهاء به، وذلك لضمان إدماجه مع محيطه. وأوضحت مديرة البيئة لولاية غليزان السيدة سميرة دحو، أنّ العملية تندرج في إطار برنامج الأممالمتحدة للتنمية لسنة 2015، الذي ينص على حماية الأراضي والبيئة. وتسمح الأشجار التي تم غرسها من أصناف الصنوبر الحلبي بحماية الأراضي من خطر الانجراف وكذا خلق فضاء بيئي، حسبما أوضحه رئيس مصلحة حماية الثروة النياتية والحيوانية محمد غرمول. كما تمّ خلال عملية التشجير تقديم شروحات للأطفال قصد التحسيس بحماية البيئة، وبضرورة الحفاظ على نظافة المحيط وهذا بهدف تنمية الحس البيئي وزرع الثقافة البيئية لدى الأطفال. وعرفت مقاطعة الغابات لعمي موسى خلال هذه السنة حملة التشجير لهذا الموسم تحت شعار "لنغرس معا لكل مواطن شجيرة"، وبالتنسيق مع أفراد الجيش الوطني الشعبي، حيث تجنّد عدد كبير من أفراد الجيش لعمي موسى وعمال الغابات والحماية المدنية والدرك الوطني والأمن والمواطنين، وبحضور السلطات المحلية، وتحت إشراف قائد القطاع العسكري العملياتي لولاية غليزان وممثل محافظ الغابات، الذين تابعوا عملية غرس حوالي 12 ألف شجيرة من الصنوبر الحلبي بالجهة العلوية الشرقية لسد قرقار بهدف حماية هذا السد الأكبر حجما بولاية غليزان من التوحل، ومنع انجراف التربة إلى حوضه والعملية مستمرة عبر كل تراب الولاية. وشهدت منطقة الظهرة ببلدية سيدي امحمد بن علي حملة تشجير واسعة، عرفت غرس 12000 شجيرة هذا العام، تحت إشراف محافظة الغابات والسلطات المحلية بالتنسيق مع أفراد الجيش الشعبي الوطني، حيث مسّت حملة التشجير غابة شايب الذراع، حيث تم غرس 1200 شجيرة من نوع الزيتون البري والصنوبر الحلبي لحماية التربة من الانجراف ودعم الثروة الغابية بالمنطقة التي تعد رئة ولاية غليزان، ناهيك على تحسيس المواطن بضرورة المحافظة على هذه الثروة لاسيما بمنطقة الحقاف وغابة بني زنطيس. وأفاد رئيس مصلحة حماية الثروة النباتية والحيواني محمد غرمول، أنّ المساحة التي استهدفها للتشجير هذه السنة تزيد عن 1940 هكتار، موزعة على إقليم البلديات ال 38 المشكلة لإقليم الولاية ولكن حسب الحاجة، وأضاف ذات المصدر أنّ مصالحه أطلقت حملة واسعة للقضاء على الخنازير التي باتت تهدد المحاصيل الزراعية، وذلك تطبيقا لقرار والي لولاية بعد شكاوي الفلاحين المتعددة لاسيما بمنطقة سيدي خطاب وبلعسل. ويشار إلى أنّ برنامج التشجير لهذا الخماسي يستهدف 03 آلاف هكتار لا سيما المناطق التي تضرّرت من الحرائق على غرار غابة بني زنطيس.