انطلقت امتحانات شهادة التعليم القاعدي أو بما يعرف شهادة التحرر من الأمية وإثبات المستوى بحيث تمكن هذه الأخيرة من السماح للناجحين بالانتقال إلى طور شهادة إثبات المستوى أو التعليم عن بعد أو حتى الدخول في التكوين المهني في إطار التأهيل المهني وتكوين المرأة الماكثة في البيت، ويؤطر عملية امتحان أزيد من 1150 ممتحنة حوالي 80 معلمة بعدة مراكز ومؤسسات هذا ما توقفت عنده «الشعب» بعين المكان. وأفاد لغراب عبد القادر، رئيس المكتب الولائي للديوان الوطني لمحو الأمية بغرداية، أن عملية محو الأمية قد شهدت تطورا كبيرا في الولاية بعد تسجيل المئات من هذه الفئة، حيث ليس غريبا أن تطلب الأمهات العلم والتعلم لكن الذي يجعلك تقف وقفة تأمل هو تلك الإرادة التي تتحلى بها هذه الأمهات، نماذج كثيرة ومتنوعة لا تترك لنا إلا أن نقف عندها وقفة تقدير وإجلال، في مقابل ذلك تقوم جمعية «إقرأ» وهي إحدى الجمعيات التي تساهم بشكل كبير في القضاء على آفة الأمية بتسجيلها سنويا المئات من المتعلمات توزعهم على مختلف المراكز ودور الثقافة والشباب والمساجد بل حتى دور المحسنين والحملات التطوعية. كما تسخّر جمعية «إقرأ» بدائرة متليلي مجهودات كبيرة تستحق الإشادة من أجل تنوير أفراد المجتمع الذين أثنتهم صعوبات الحياة عن الدراسة من قبل وهو ما أكده نور الدين بامون، رئيس المكتب الدائري بمتليلي، وأثناء تجوّلنا بقاعات الامتحانات وجدنا العديد من النماذج على غرار المرأة النمودج الحاجة مسعودة حناني نموذج حقيقي للنساء الماكثات في البيت بعد بلوغها 84 سنة تحفظ العديد من السور والآيات لم يمنعها كبر سنها من التحوّل من الأمية للعلم، خاصة أمام قمع المستعمر الفرنسي لهوية الشعب الجزائري، بغرس الجهل في تلك الأجيال لكن تأبى الإرادة إلا أن تكسر ذلك الحاجز وتثبت النساء الجزائريات التي عايشن تلك الفترة أنهن قادرات على كسر ما قام به المستعمر لإيصال رسالة واضحة للأجيال.