قدمت جملة من شهادات لمشاركات ومشاركين في اليوم العربي لمحو الأمية، استحقت أن تقف عندها ''المساء''، خاصة وأن بعضها أدمعت عيون الحضور، فيما صفق البعض الآخر لشدة إعجابه بما تم سرده وكله يصب في قالب محاربة الأمية. * طلبت العلم بالحايك كانت أولى الشهادات التي استحقت التصفيق، تلك التي سردتها السيدة قايد أحمد التي أبت إلا أن تسرد حكايتها التي تدل على مدى حبها لطلب العلم، حيث قالت: أذكر أنني كنت طالبة مجتهدة في الطور الابتدائي، وبعد أن حصلت على شهادة التعليم الابتدائي، قررت مواصلة الدراسة، غير أن والدي طلب مني، بعد أن لاحظ زيادة في طولي، أن أرتدي الحايك، إلا أنني رفضت أن أذهب للمدرسة بالحايك، فمنعني من مواصلة الدراسة، ما جعلني أمكث سنة في البيت وكنت أقصد المكتبة للإطلاع والقراءة، وحدث -تضيف المتحدثة- أن راودني الحنين للعودة إلى مقاعد الدراسة، فقررت أن أدرس بالحايك، وتمكنت من تحقيق نتائج مذهلة طيلة مشواري الدراسي، لذا أقول لكل امرأة: لازم'' تَقْراوا'' رغم كل الصعوبات.
* حلمي كان حمل المحفظة هذه الشهادة تحديدا، أبكت الحضور وصفقوا بحرارة للرجل الذي أزال أميته وهو في سن 66 سنة، حيث قال ناصف مبروك دارس في فصول محو الأمية ببابا أحسن: ''حرمنا المستعمر الفرنسي من نعمة العلم، فكبرت رجلا أميا جاهلا لا يعرف القراءة والكتابة، وكم كان حظي كبيرا في جزائر مستقلة إن أطال الله في عمري، وتمكنت من محو أميتي وتحقيق حلمي في حمل المحفظة. ويضيف؛ على الرغم من أني أدرس مع النسوة، حيث أشجع نفسي كثيرا قبل الإلتحاق بالمدرسة، غير أني في المقابل أشعر بفخر كبير كوني تمكنت أخيرا من التعلم وذقت حلاوة العلم وفهمت معنى المثل القائل: '' العلم نور والجهل ظلام''، لأني-يقول-: حقيقة كنت أعيش في الظلام.
* الأمهات الطالبات فخر للجزائر قالت السيدة فاطمة ممثلة الاتحاد النسائي بالجمهورية السورية، إنها من خلال الزيارة التي قادتها رفقة بعض السفيرات إلى بعض ولايات الجزائر ورؤيتها لنساء كبيرات في السن يحاولن تعلم القراء والكتابة، أشعرها بالفخر والاعتزاز اتجاه هذه الفئة من النسوة اللواتي أصرين على محو أميتهن... ببساطة هن فخر للجزائر، لذا لا يسعني إلا أن أقول، بمناسبة اليوم العربي لمحو الأمية، إنه ينبغي التركيز على تعليم النساء والفتيات، لأنهن المسؤولات عن إنشاء جيل قوي ومتعلم، كما أهنئ النسوة الجزائريات لما يتمتعن به من شجاعة لمحاربة الأمية.