طالب المختص في الاقتصاد الإسلامي الدكتور «فارس مسدور» بتأسيس بنك للقرض الحسن خاص بالمرأة الماكثة في البيت لتمكينها من الحصول على تسهيلات تمويلية لشراء آلات ومعدات، مضيفا أن المرأة لديها القدرة على تسديد الديون. صرح «مسدور»، لدى نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الأولى أمس، أن اعتماد آلية القرض الحسن الموجودة في أصولنا الإسلامية ستمكن الجزائر من إعطاء نموذج فريد من نوعه في ترقية المرأة الماكثة بالبيت، منتقدا الطريقة المتبعة في تقديم القروض لهذه الشريحة من النساء. وشدد الخبير الاقتصادي، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي ينظم هذه السنة في الجزائر تحت شعار «تعزيز قدرات النساء في طريق المقاولة»، على ضرورة استغلال النساء الماكثات بالبيت من أجل التأسيس لاقتصاد منزلي، وذلك بترقية الحرف التقليدية، التي تتحكم فيها المرأة الجزائرية لتأسيس قطاع قائم بذاته يساهم في ترقية الصادرات خارج المحروقات . وأضاف المتحدث في ذات السياق أن «المأساة الوطنية جعلت الجزائر تملك رصيدا كبيرا من الأرامل ومن المطلقات ولذلك يجب توفير التكوين المهني لهؤلاء النسوة وذلك لتكون إمكانية ترقية الحرف التي بين أيديهن أو اكتساب حرف جديدة تتوافق مع خصوصية المرأة الجزائرية عندها ستحقق نتائج مذهلة في الميدان الاقتصادي»، واعتبر الخبير الاقتصادي أن المرأة تعد طاقة اقتصادية هائلة يمكن الاستفادة منها، ومن المعروف أن المرأة مارست المقاولاتية أوالريادية في الاقتصاد وأعطت نماذج مبهرة بما فيها المرأة جزائرية، حيث يوجد نساء يتحكمن في الحرف التقليدية بشكل كبير خاصة الماكثات في البيت والنساء الريفيات. وشدد في هذا الجانب على ضرورة تصحيح المفاهيم حول المرأة قبل البدء في اعتماد برنامج رئيس الجمهورية الذي يحاول من خلاله تغيير عقلية الجزائريين بما يكون في صالح المرأة الجزائرية، داعيا إلى تغيير الثقافة التي ترسخت في أذهان الجزائريين إزاء المرأة وتكريمها مثلما كرّمها الإسلام. وأشار «مسدور» إلى أنه في الجزائر هناك خطوات ثابتة ومتقدمة مكنت المرأة من اقتحام الحياة البرلمانية وتصبح صاحبة قرار إلا أن هذا التمثيل يبقى محصورا ويجب توسيعه لكن مع محافظة المرأة على أصولها وثوابتها التي تختلف عن المرأة الغربية، مؤكدا على دور العدالة في حماية المرأة من كل الضغوطات التي تتعرض لها سواء في العمل أو في أماكن أخرى .