تعرف مختلف مناطق الاستجمام والتسلية بالعاصمة إقبالا منقطع النظير هذه الأيام بسبب موجة الحر الشديدة التي تجتاح العاصمة وكذا استكمال صيام شهر رمضان المعظم، وقامت «الشعب» بجولة استطلاعية لمختلف أماكن الراحة والاستجمام للوقوف على مستوى الخدمات المقدمة والاستماع لرأي المواطنين حول الثقافة الجديدة للسلطات التي تضمن الحق في التسلية والترفيه في ظل النقص الفادح في هذه الأماكن. قرية التسلية بمركب 5 جويلية تصنع الحدث صنعت قرية التسلية لمركب 5 جويلية الحدث من خلال استقطابها لأرقام قياسية من الزائرين والذي يستغل الطريق السريع الذي يمر بمحاذاة مركب 5 جويلية يلمح العدد الكبير من المركبات التي تقصد المكان للاستفادة من خدمات قرية التسلية، ويظهر من خلال لوحات ترقيم السيارات الطابع الوطني للزوار، حيث نشهد ترقيم ولايات البليدة وتيبازة وغرداية وسطيف وتلمسان وعين الدفلى وبسكرة، وغيرها من الولايات التي يأتي منها الزوار للعاصمة للتمتع بروعة المكان. ويضمن أعوان أمن شركات الحراسة الخاصة التنظيم والأمن من دخول الحظيرة وصولا لقرية التسلية، وأول محطة تقابلك في القرية المكان المخصص ل 48 ولاية لعرض منتجاتها التقليدية، حيث خصصت دار خشبية لكل ولاية تضمن للمواطن التعرف على عادات وتقاليد كل منطقة حيث يتفنن ممثلو كل ولاية في تقديم ما تتميز به على المناطق الأخرى. وبعد الانتقال من قرية الصناعات التقليدية تقابلك القاعة البيضاوية التي خصصت للعالم الافتراضي، حيث تجد في استقبالك صور نجوم كرة القدم العالمية، بشكل يوحي إلى انتقال المنافسة من برشلونة وريال مدريد بين كريستيانو «رونالدو»و»ميسي» إلى القاعة البيضاوية التي تم تزوديها بألعاب إلكترونية ومساحات للعائلات من أجل تمكين الأطفال من الترفيه على أنفسهم، ناهيك عن وجود ألعاب سباق السيارات والمصارعة ومباريات كرة القدم التي تجلب فضولا كبيرا من البراءة، وحتى وإن كان المكان غير مزود بمبردات فالحرارة الشديدة لم تمنع الأطفال من تشكيل طوابير لإظهار مهاراتهم. ومن القاعة البيضاوية إلى الخيمة العملاقة المحاذية والتي تم تخصيصها لألعاب التزحلق وألعاب الألغاز وقطار كسر صمت القاعة ناهيك عن مساحات للأطفال الصغار حديثي الولادة الذين يستفيدون من الحق في الترفيه والتسلية. وعند الخروج من الخيمة العملاقة المجهزة بمكيفات هوائية تجعل من المكان منعشا يصادفك فضاء مخصص للموسيقى والجلسات العائلية، ويعرف هذا المكان حيوية كبيرة خاصة من طرف الصغار الذين يطلقون العنان للرقص تحت أنظار أوليائهم، ما خلق جوا عائليا جميلا جدا من شأنه أن يحفز الجزائريين على التوجه نحو المكان. وإلى اليسار من مساحة الرقص والعائلات تنتشر العديد من المسابح البلاستيكية العملاقة التي تعوض البحر بالنسبة للأطفال والمميز فيها تنظيمها الجيد وسهر الأعوان على ضمان السلامة والجو المرح للأطفال. وفوق أراضي ملاعب التنس شيّدت السينما الافتراضية وبعض المقاهي التي تبيع المشروبات والحلويات والمرطبات. طلبات بتوفير النقل لمختلف الأحياء الشعبية وفي المقابل اشتكت بعض العائلات من ضعف تواجد وسائل النقل نحو قرية التسلية بمركب 5 جويلية، حيث عبرت عن أملها في أين يتم ربط بعض الأحياء الشعبية بحافلات النقل الحضري حتى تتخلص من عبء البحث عن وسيلة نقل لها ولأطفالها لأن سيارات الأجرة والكلونديستان باتت غالية التكاليف . وثمّن المواطنون مجانية الدخول لهذه المناطق الترفيهية، مؤكدين بأن السلطات قد نجحت في هذا الجانب عكس الخواص الذين يبتزون المواطنين مقابل خدمات ضعيفة، وهناك من أصبح يفرض أوامر جديدة خارجة عن كل القوانين والأعراف التجارية. «أرديس» يفرض 3000 دج مشتريات للاستفادة من الدخول لقرية التسلية اندهش الكثير من المواطنين، أول أمس الجمعة، بطلب عون حراسة بقرية التسلية بالمساحة التجارية المعروفة ب «آرديس» بضرورة القيام بمشتريات ذات قيمة 3000 دج للسماح للأطفال بدخول قرية التسلية والاستفادة من عروض الألعاب المتواضعة التي وضعت في حظيرة السيارات . وخلق الأمر حالة استياء لدى الزوار باعتباره ابتزازا واستغلالا للبراءة لتحقيق أرباح غير مشروعة في الوقت الذي يعرف فيه المركز التجاري إقبالا كبيرا ونشاطا هائلا، وتوفر العديد من مؤسسات الرعاية، فكان من الأجدر تخصيص مساحات اللعب بالمجان أو بأسعار رمزية نوعا ما لتمكين المواطن من التخفيف عن أولاده، والسماح لهم بالتخلص من ضغط الحرارة والبيت. ويطرح تعامل المساحات التجارية الجديدة مع زبائنها الكثير من التساؤلات حول تمكين هؤلاء من بعض الامتيازات جراء وفائهم للمساحات العملاقة والتي تدر عليهم أموالا طائلة دون أي تحرك من مسؤولي تلك المراكز للقيام باستثمارات لفائدة المواطن في سياق ترقية الخدمة العمومية وتجسيد الحق في الترفية والتسلية. وحتى أسعار مسبح «آرديس» تبقى تثير التساؤلات حيث يضطر الكبار لدفع 1200 دج بينما الصغار 800 دج وهو ما اشتكت منه العائلات كثيرا، حيث تجد عائلة مكونة من 4 أفراد نفسها مجبرة على دفع حوالي 4000 دج فقط ثمن الدخول، وهي مبالغ خيالية لا تتماشى والقدرة الشرائية للكثير من الجزائريين. مسابح «صابلات» بأسعار منخفضة وخدمات راقية دخلت مسابح «صابلات» الخدمة بأسعار تنافسية وفي متناول الجزائريين «400 دج» للكبار و 200 دج للأطفال، وبخدمات راقية جدا وحتى المأكولات والمشروبات متوفرة وبأسعار تنافسية مقارنة بكثير من المساحات الخاصة التي يسيرها الخواص. وتجد في مسابح «صابلات» كل الاستقبال اللازم، وأعوانا يقدمون التوجيهات والنصائح على مستوى 3 مسابح عملاقة تتسع لمئات الأشخاص، مع توفير شمسية وكراسي للجلوس ومرشات من آخر طراز وأماكن لتغيير الملابس . وعليه فالعاصمة التي استفادت من كثير من المشاريع الموجهة للترفيه والتسلية، حيث تسعى السلطات إلى توفير خدمات راقية وبأسعار في متناول الجميع، بينما يلجأ الخواص للابتزاز والتهرب من تطوير الخدمات، وهو ما يدعو الجهات المختصة للتدخل وفرض دفتر شروط على الخواص الذي يتهربون من تطوير هياكلهم ويسعون للربح فقط.