أعربت الأطراف المعنية في مباحثات التهدئة في قطاع غزة عن تفاؤلها بإمكانية التوصل لاتفاق خلال الأيام المقبلة بعد تضييق الفجوات القائمة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجانب الإسرائيلي، وذلك عقب تسليم الحركة ردها النهائي لمصر التي بحث رئيسها الأوضاع في غزة مع نظيره الفرنسي. فقد عاد الاثنين وفد برئاسة محمود الزهار إلى غزة عبر معبر رفح بعدما سلم الجانب المصري موقف الحركة النهائي حيال اتفاق التهدئة المقترح مع إسرائيل، على أن يستأنف الوفد مفاوضاته مع مدير المخابرات المصرية عمر سليمان يوم الجمعة المقبل ويتسلم الرد الإسرائيلي على بعض الاستفسارات التي قدمتها الحركة. وفي السياق، توقع أسامة المزيني -وهو مسؤول كبير في حماس- أن يتم التوصل لاتفاق تهدئة لمدة 18 شهرا خلال أيام قليلة، دون أن يعطي أي تفاصيل عن الآليات المقترحة لتنفيذ الاتفاق. وأوضح القيادي في حماس إسماعيل رضوان أن الحركة لا تزال تنتظر التوضيحات الإسرائيلية بشأن النسبة المقترحة لفتح المعابر في المرحلة الأولى وهي 80 % كي لا يتحكم العدو الصهيوني بهذه التهدئة لتصبح ال80 % هي ال20 %. ولفت القيادي بحماس إلى أن رفع النسبة الباقية سيرتبط بالتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى. وعلى صعيد آخر، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في جلسة مغلقة لمجلس الأمن، إنه سيشكل خلال أيام لجنة تحقيق مستقلة في استهداف الجيش الإسرائيلي للمقرات الأممية في غزة أثناء الحرب الأخيرة على القطاع، وصرح دبلوماسيون بأن اللجنة سيرأسها يان مارتن وهو بريطاني كان حتى وقت قريب مبعوثا خاصا للأمم المتحدة إلى نيبال وعمل في الفترة من 1986 إلى 1992 أمينا عاما لمنظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان. وأصيبت بعض المباني التابعة للأمم المتحدة بأضرار أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة وفي إحدى تلك الهجمات كانت قذائف إسرائيلية سببا في استشهاد أكثر من 40 شخصا بمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة يوم 6جانفى الماضي. وفي هجوم آخر تعرض مركز تدريب للحرف تابع للأونروا لقصف إسرائيلي أسفر عن جرح ثلاثة أشخاص، كما دمرت قذيفة تحتوي على مادة الفوسفور الأبيض الحارقة مستودعا في مجمع للأونروا بغزة. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه كان يرد في جميع تلك الحالات على نيران أطلقها مقاومون فلسطينيون، غير أن الأمين العام الأممي احتج بقوة على ما اقترفته إسرائيل في حينها.