يشهد الوضع الإنساني بمخيمات اللاجئين الصحراويين تفاقما مستمرا بسبب تراجع المساعدات الدولية، الأمر الذي بات يشكل هاجسا بسبب انتشار الأمراض وتردي الأوضاع الاجتماعية، وفي السياق سعى الهلال الأحمر الجزائري رفع مساعداته المقدمة إلى نظيره الصحراوي، خاصة في ظل غياب متابعة ميدانية من طرف المنظمة العربية والاتحاد الدولي للهلال والصليب الأحمرين. في هذا الصدد منحت مؤسسة الهلال الأحمر الجزائري، أمس، مساعدات إنسانية بقيمة 316 طن من المواد الغذائية الأساسية والأدوية التي جهزت تماما لنقلها إلى المخيمات وهو ما أعلنته رئيسة الهلال سعيدة بن حبيلس في ندوة صحفية جمعتها لدى استقبالها بمقر المؤسسة رئيس الهلال الأحمر الصحراوي يحي بوحبيني الذي أشاد بدور الجزائر في هذا المجال. تأسفت بن حبيلس عن عدول كل من المنظمة العربية وكذا الاتحاد الدولي للهلال والصليب الأحمرين عن عدم زيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين التي تشهد تفاقما إنسانيا صعبا بسبب تراجع المساعدات، منتقدة كلام جهات لم تسمها اتخاذ سياسة التجويع كحل لتركيع الشعب الصحراوي وإبعاده عن مطالبته بتحقيق مصيره عن طريق الاستفتاء. وفي هذا الإطار كشفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس في ردها على سؤال «الشعب» مراسلة كل من المنظمتين الدوليتين إلى زيارة المخيمات ومتابعة الوضع ميدانيا، بعيدا عن المغالطات السياسية التي تعتمدها في تقييم الوضع الإنساني داعية إلى التفرقة بين ما هو سياسي وما هو إنساني الأمر الذي أدى إلى عدم زيارة المنظمتين ولو مرة إلى المخيمات. وتسجل المنظمات الدولية الإنسانية على غرار المفوضية السامية للاجئين تراجعا حادا في كمية المساعدات، حيث كشف رئيس الهلال الأحمر الصحراوي عن قيمة الاحتياجات التي بلغت 68 مليون دولار كمساعدات استعجاليه وهو ما اقره برنامج الغذاء العالمي وهو ما يمكن تقسمه عبر حاجيات السكان من الجانب الغذائي، الصحي والتعليمي وكذا الميادين الثقافية والرياضية. وقال بوحبيني بخصوص ادعاءات المغرب أن مساعدات إنسانية حولت عن وجهتها سابقا أمر لا أساس له من الصحة، قائلا أن المغرب يسعى إلى خلق بلبلة ممنهجة تغليط المجتمع الدولي للحيلولة دون تقديم المساعدات للاجئين وهو آمر فضحه مكتب مكافحة الغش بالاتحاد الأوروبي عن طريق تسريب خاص من طرف نائب فرنسي بذات الهيئة السياسية، حيث احدث ضجة عارمة لدى دولة الاحتلال المغرب. وفي سياق آخر قال المتحدث أن قيمة المساعدات الغذائية المطلوبة قدرت ب5 مليون دولار و37 مليون دولار، في حين تسعى المفوضية السامية للاجئين إلى الحصول على 9 مليون دولار في إطار استكمال الاحتياجات الإنسانية، موضحا أن ارتفاع نسبة سوء التغذية التي بلغت 30٪ وخطر انتشار الأمراض المزمنة يهددان المواطنين أكثر من أي وقت مضى. ولمواجهة التحديات المفروضة جراء تراجع المساعدات، قال بوحبيني أن الهلال الأحمر الصحراوي قرر تقليص حصة المواد الغذائية الموجهة للسكان، كما يعمل على مواجهة الأمراض المنتشرة التي بات يعاني منها اللاجئون كاشفا عن معاناة 50٪ من النساء بمرض فقر الدم، ناهيك عن أمراض ناتجة عن اختلال في التوازن الغذائي. كما أشاد بوحبيني بدور الجزائر قيادة وشعبا في الوقوف مع الشعب الصحراوي طيلة 40 سنة من الكفاح، مؤكدا أن الجزائر هي البلد الوحيد الذي قدم ولا يزال يقدم مساعدات للاجئين الصحراويين سنويا، وحيا بالمناسبة دور الهلال الأحمر الجزائري الذي لم يتوان في دعم اللاجئين بالمساعدات والتوسط إلى تحريك المنظمات الدولية وإشعارها بدورها اللازم تجاه القضية. وبلغة الأرقام قال أن الجزائر تتكفل سنويا ب 7 آلاف طالب جامعي، إضافة إلى التكفل الصحي ب 2200 مواطن صحراوي في المستشفيات الجزائرية، قائلا أن الدولة الجزائرية ستبقى هي الساعد الوحيد للصحراويين شعبا وقيادة وهو ما سيزيد من عزم الصحراويين على مواصلة النضال والصراع لتحقيق استفتاء تقرير المصير.