ترجمت زيارة رئيس الجمهورية يوم الأربعاء إلى البليدة مدى الاهتمام بالتنمية المحلية التي ترصد إليها الأموال الطائلة بغرض تلبية احتياجات المواطنين الملحة المتراكمة بفعل مأساة العشرية الحمراء. وأظهرت الزيارة التي دشنت فيها مشاريع إستراتيجية في قطاعات تربوية وسكنية وصحية وأشغال عمومية ونقل، ووضع حجر الأساس لأخرى، كيف يحرص الرئيس على متابعة تجسيد البرامج في الميدان، ويتوقف عند الاختلال باقتراحات عملية دون الاكتفاء بالتقارير التي تأتيه. وأظهرت أيضا، كم هي ملحة تأكيدات الرئيس على انجاز المشاريع المبرمجة في برنامج دعم النمو في اجلها وبكلفتها ومقاييسها بعيدا عن الانجاز من اجل الانجاز القاعدة السلبية التي تسابق الجزائر الزمن للتقلص منها الأبدي بأسرع ما يمكن. وتعطي البليدة النموذج الحي في انجاز المشاريع في وقتها ومبلغها دون سبيل المراجعة التقنية التي تعتمد ميزانية إضافية. فقد استفادت عاصمة الأطلس البليدى من 8,8 مليار دينار في إطار برنامج تجهيز للعام الجاري. وبلغت المشاريع قيد الدراسة والتحضير في انتظار مصادقة الحكومة لها 92 مليار دينار.وهي مشاريع تخص البرنامج الخماسي المقبل الممتد إلى غاية.2014 وتقييما للبرامج السابقة نلاحظ أن البليدة حققت النتائج المهمة متجاوزة المعدل الوطني في الشبكة الغارية والكهرباء والموارد المائية والأشغال العمومية والتربية والصحة. وهو جهد يحسب للولاية ويجعل منها مضرب المثل في تجسيد المشاريع والبرامج بالكيفية المطلوبة اللائقة. فقد بلغت نسبة شبكة التزود بمياه الشرب والتطهير على التوالي 98 في المائة بدل 86 في بداية الألفية متجاوزة المعدل الوطني 92 في المائة، والتطهير 97 في المائة بدل 83 في المائة متجاوزة المعدل الوطني في هذا المضمار 87 في المائة. وأنجزت الولاية في مجال السكن والتعمير 055,24 وحدة سكنية تشمل الاجتماعي الايجاري والريفي والتساهمي. وأنجزت أيضا 1195 وحدة سكنية ايجارية موجهة لامتصاص السكنات الهشة. ونفس الانجاز عرفته السكنات الريفية المقدرة ب 3220 وحدة سكنية. وساهمت الانجازات في امتصاص البطالة التي تضرب خريجي الجامعات والمراكز التعليمية العليا تؤكدها الأرقام. فقدت مناصب الشغل بشقيه الدائم والموسمي 393,90 منصب. واكبر قطاع مولد للشغل الأشغال العمومية لا سيما في جانب الطريق سيار شرق غرب الذي دشن رئيس الجمهورية شطره الرابط واد جر بالحسينية على امتداد 25 كلم. تتبعه الفلاحة والغابات التي تعرف الانتعاش والحركية تقتضيها الخضراء المنتصبة على مساحة 68,1478 كلم مربع ويقطنها أزيد من مليون نسمة. وبها 10 دوائر و26 بلدية. وتوقف رئيس الجمهورية في ثالث زيارة عمل للبليدة منذ إعادة انتخابه، عند كل هذه الانجازات التي تمت بتمويل الخزينة الوطنية دون اتكالية على الخارج وتداعيات الاستدانة التي عانت منها الجزائر لسنوات.وقررت تسديدها لتامين القرار السياسي والسيادة. وكشفت هذه الانجازات مدى التغيير الحاصل في الجزائر العميقة ومنها البليدة التي تجاوزت عقدة الخوف بفعل الوضع الأمني المتحسن نتيجة المصالحة الوطنية .وهي مصالحة وضعها الرئيس في قائمة المستعجلات.واعتبرها أولوية وطنية لا تقبل التنازل والمساس. وذكر لنا بهذا الواقع المتغير، سكان حي دريوش الذي دشن به الرئيس 200 سكن اجتماعي إيجاري بأبهى حلة معمارية زينت بلوحات فنية عند الواجهة تطالب القاطنين بحماية المحيط والبيئة ونظافته إلى ابعد الأفق. وأكدوا في عين المكان كيف تحولت المنطقة في أسفل الجبل إلى موطن امن وآمان بعدما كانت مسرحا للعمليات الإرهابية وجنون ممارسات عصابات الموت التي داست في وضح النهار أقدس حقوقي على الإطلاق ممثلا في الحق في الحياة. وهي صورة أليمة محمولة في ذاكرة سكان البليدة في كل الجهات بددتها المصالحة الوطنية وجعلتها من خبر كان بفضل سياسية الرئيس بوتفليقة الذي وعد الجزائريين بوقف نزيف الدم والدمع والتزم به قولا وعملا.