تمكّنت الفرقة الإقليمية للدرك الوطني ببلدية الخروبة ببومرداس، من فك لغز اختفاء مبلغ 5 ملايين دينار صباح الجمعة الماضي في وقت قياسي، والوصول إلى تفكيك مقاطع المسرحية التي ركّبها وقام بتنفيذها بإحكام ابن قابض البريد المدعو» سعيد، خ» و»نصير، ب» مقيمان بذات البلدية، مع تقديمها للجمهور على أنه سطو مسلح من قبل مجهولين. خيوط القضية حسب بيان مصالح الدرك الوطني، بدأت صباح الجمعة عندما تقدم ثلاثة مواطنين إلى المصلحة للتبليغ عن تعرض ابن قابض بريد الخروبة إلى عملية اعتداء من قبل مجهولين، وعند سماع الضحية أكد للضبطية القضائية أنه تعرض لاعتداء من طرف شخصين والاستيلاء على مبلغ مالي معتبر من خزانة البريد، إلا أن تصريحات المعني غير المنطقية مقارنة بكل ما تم معاينته وحجزه (بصمات ، بقع الدم..) من طرف عناصر الشرطة التقنية والعلمية جعلت المحققين يكثفون البحث عن المتهم الثاني المسمى «نصير، ب» الذي تم توقيفه بالقرب من مقر سكناه، وبعد التحقيق معه أنكر في بادئ الأمر التهم الموجهة إليه، وبعد مواجهته بالأدلة انهار واعترف أمام قائد كتيبة بودواو بتورطه رفقة المسمى خ، سعيد في سرقة المبلغ المالي من مركز البريد. كما كشف المعني أن الوقائع تعود إلى مساء الخميس لما التقى بشريكه وطلب منه مرافقته إلى منزله الوظيفي المتواجد داخل مركز بريد الخروبة مكان تواجد الخزانة الحديدية المؤمنة التي كانت مفتوحة، ثم توجه إلى مدينة بومرداس لاقتناء مشروبات كحولية، بعدها خلال السهرة تناقش المتهمان حول كيفية إيجاد مفتاح الخزانة لإعادة غلقها ووضع خطة لإيهام مصالح الأمن بأن الجريمة حقيقية تتعلق باعتداء خارجي، ثم بالاستيلاء على كل المبلغ المالي واقتسامه بينهما، والقيام في الأخير بدور المسرحية من خلال قيام المسمى «نصير، ب» بطعن «خ، سعيد» بطعنات خفيفة في أنحاء مختلفة من جسمه مع ترك بقع دم على فراش نومه ورواق المنزل للتمويه، لكن التحقيقات العلمية والتقنية التي قامت بها مصالح الدرك الوطني واعترافات المتهمين أوصلت المحققين إلى فك طلاسم القضية واسترجاع المبلغ المالي المسروق بفارق أزيد من 45 ألف دينار تم سرقتها عن المبلغ المصرح به من قبل قابض البريد.