انطلقت صباح أمس الجمعة بالعاصمة النمساوية فيينا، مفاوضات جديدة بشأن الأزمة السورية، بمشاركة 17 دولة، بينها إيران، في مسعى للتوصل لحل سياسي ينهي الأزمة ويضمن مرحلة انتقالية. وقال المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إن مفاوضات فيينا يمكن أن تكون بمثابة “ضوء في نهاية النفق”. وأضاف أن أهم جانب في هذه المحادثات هو أنها تُجرى بمشاركة جميع الدول التي لديها نفوذ في الصراع الحالي في سوريا، في ظل غياب تمثيل للمعارضة والحكومة السوريتين. ونقل عن مصادر إعلامية قريبة من المفاوضات، أنه سيتم بحث قضايا من بينها الفترة الانتقالية واعتماد جدول عمل لها. وشدّدتالولاياتالمتحدة والسعودية قبيل بدء الاجتماع على أنه لا تنازل عن رحيل الأسد، وصدر عن تركيا موقف مماثل، لكن هذه الدول لم تمانع في مشاركة الرئيس السوري في فترة انتقالية تفضي لمغادرته السلطة، في حين تتمسك روسياوإيران في الاختيار الحر للشعب السوري في من يحكمه. وتشارك في الاجتماع وفود من الولاياتالمتحدةوروسيا والسعودية وتركيا والصين وبريطانياوألمانيا وفرنسا وإيطاليا ولبنان وإيران والأردن وقطر ومصر وعمان والعراق والإمارات، إلى جانب الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وتعد هذه أول محادثات بشأن سوريا تشارك فيها إيران إلى جانب القوى العالمية والإقليمية الساعية لحل الأزمة السورية. وتدافع طهرانوموسكو عن نظام دمشق، لكنهما أبدتا مؤخرا ليونة بشأن التوصل لحل سياسي وسط، وتنازلتا ضمنيا عن فكرة التمسك ببقاء الأسد على رأس السلطة. وقال وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف للصحفيين لدى وصوله فيينا إن “الذين يحاولون حل الأزمة السورية خلصوا إلى أنه دون حضور إيران لن يكون هناك أي سبيل للوصول إلى حل معقول للأزمة”. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني وعضو وفد طهران إلى محادثات فيينا، قوله إن “إيران لا تصر على إبقاء الأسد في السلطة إلى الأبد. دعوة للتفاوض وقبيل انطلاق محادثات فيينا، قالت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو تبادلت مع الرياض قوائم بشأن الشخصيات المعارضة التي يمكن أن تشارك في مفاوضات مع نظام الأسد. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إن الكرملين يريد أن توافق المعارضة السورية على نهج مشترك، وأن تشكل وفدا للمحادثات مع نظام الأسد. وأضاف أن روسيا والسعودية تبادلتا قوائم الشخصيات المعارضة السورية التي يمكن أن تشارك في المحادثات التي ستجرى في فيينا، وذكر أن موسكو تريد مشاركة الجيش السوري الحر والأكراد في المفاوضات. وأوضح بوجدانوف أن القائمة الروسية تضم 38 إسما “لكن موسكو تتحلى بالمرونة ويسعدها توسيع القائمة”، وأضاف أن الولاياتالمتحدة وعدت بتقديم قائمتها. ومع انعقاد محادثات موسعة بشأن سوريا أمس في العاصمة النمساوية فيينا أشارت صحيفة فايننشال تايمز إلى ضرورة مراعاة بعض النقاط المهمة في المحادثات للوصول إلى حل دبلوماسي للصراع.. وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند قد قال أن أي عملية انتقالية في سوريا يجب أن تتضمن مغادرة الأسد، في حين صرح وزير الدفاع الأمريكي “اشتون كارتر”مشاركة قوات بلاده في عمليات مباشرة على الأرض لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. وأكدت روسيا من جهتها أمس الجمعة على أنه لايمكن لأحد استخدام القوة العسكرية في سوريا دون موافقة دمشق.