كشفت مصادر إعلامية روسية عن وجود اتصالات روسية أمريكية من أجل عقد مؤتمر دولي مواز حول سوريا في نفس الوقت الذي تتواصل فيه جلسات المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة السورية في إطار ندوة ”جنيف الثانية” بهدف التوصل إلى اتفاق بين الدول الإقليمية الكبرى لانهاء هذه الازمة. وأكدت صحيفة ”كوميرسانت” المقربة من أوساط رجال الأعمال الروس وخاصة شركات بيع الأسلحة، أمس، أن الولاياتالمتحدةوروسيا تسعيان إلى عقد هذا المؤتمر من أجل التوصل إلى اتفاق بين الدول الإقليمية الكبرى وبالأخص بين السعودية وإيران وتركيا لإنهاء الصراع في هذا البلد الممزق بحرب أهلية منذ ثلاث سنوات. وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، اقترح خلال لقائه بنظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش ندوة الأمن الدولي المنعقدة بداية الأسبوع بمدينة ميونيخ الألمانية وضع آلية إضافية لحل الأزمة السورية”. وأكدت الصحيفة نقلا عن مصادر دبلوماسية روسية وأمريكية أن الهدف من المقترح يرمي إلى تنظيم مؤتمر دولي جديد تشارك فيه بالإضافة الى روسياوالولاياتالمتحدة الدول الإقليمية ذات العلاقة بهذه الأزمة وهي السعودية وتركيا وإيران. يذكر أن الادارة الأمريكية أبدت رفضا قاطعا لمشاركة إيران في ندوة ”جنيف 2” وضغطت على الأممالمتحدة من أجل سحب الدعوة الرسمية التي وجهتها لها لحضور هذه الندوة رغم أن طهران أكدت سعيها وعرضت مساعيها من أجل إنهاء المأساة السورية. يذكر أن موسكو سبق لها أن اقترحت العام الماضي تنظيم محادثات إقليمية تضاف إلى المحادثات السورية لإنهاء هذه الأزمة إلا أن واشنطن رفضت المقترح الروسي في حينه اعتقادا منها أن المعارضة السورية قادرة على الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد دون الحاجة إلى مفاوضات دبلوماسية. وأكدت مصادر الصحيفة الروسية أن المؤتمر الموازي المقترح عقده بمشاركة الدول الخمس بإمكانه تحقيق النجاح خلال الجولة الثانية من مؤتمر جنيف 2 التي تبدأ الاثنين القادم. وضمن مساعي التسهيلات الدولية كشف مساعد وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلو أن بلاده اقترحت على دمشق ووفد المعارضة السورية إلى جنيف تشكيل لجان مهمتها التوصل إلى اتفاق حول القضايا الخلافية الرئيسية في إطار مفاوضات جنيف وخاصة ما تعلق بمسائل وقف إطلاق النار والقضايا الإنسانية وموضوع تشكيل الحكومة الانتقالية”. ولكن غاتيلوف شدد التأكيد على أن ذلك لا يعني التركيز فقط على قضية واحدة وتجاهل القضايا الأخرى بل التحرك إلى الأمام على عدة مسارات في آن واحد”. وجاءت هذه التحركات في نفس الوقت الذي يقوم فيه احمد جربا رئيس ائتلاف المعارضة السورية بزيارة الى موسكو حيث التقى بوزير الخارجية سيرغي لافروف وقال انه سعى من اجل إقناع موسكو بالضغط على السلطات السورية من اجل القبول بتشكيل حكومة انتقالية تتمتع بكل الصلاحيات لإدارة الشأن السوري بعد الانتهاء من مفاوضات ”جنيف 2”