شاءت الأقدار أن ترحل عنا المجاهدة والكاتبة وأستاذة علم الاجتماع كلودين شولي، عن عمر 84 سنة، عشية الاحتفال بالذكرى ال61 لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954، لتلتحق بزوجها بيار شولي الذي توفي في ال6 أكتوبر 2012، حيث يوراى جثمان الفقيدة الثرى اليوم بمقبرة المدنية بالعاصمة، بالقرب من زوجها الطبيب والمناضل والمناهض للاستعمار وذلك بناءً على وصيتها كونهما أحبا الجزائر حتى النخاع وكانا زوجان مثالا في الوطنية والنضال من أجل تحرير الشعب الجزائري من أغلال الاحتلال الحاقد. فقدت الأسرة الثورة والشعب الجزائري، أعز أصدقاء الثورة الجزائرية وهي كلودين شولي التي فضلت الابتعاد عن أبناء جلدتها الذين كانوا يذبحون ويعذبون الجزائريين بشتى أنواع التعذيب، ووقفت إلى جانب قضية الشعب الجزائري العادلة، عبر نضالها رفقة زوجها بيار شولي الذي غادرنا منذ ثلاث سنوات، خاصة وأن والدها كان ضابطا في الدرك الفرنسي. وصلت كلودين قيلوت المولودة في أفريل 1931 بلونجو مع والديها الذين هربوا من الحكم النازي إلى وهران سنة 1942 وإلى الجزائر العاصمة في 1946، وبعد الدراسة الثانوية قامت بدراسات للأدب الكلاسيكي، ثم في سنة 1953، درست بمركز التكوين في الأبحاث العرقية بباريس، حيث إلتقت بزوجها بيار شولي في ديسمبر 1954 لدى أندري ماندوز أستاذ اللغات والأدب اللاتيني بالجزائر، ومنذ وصولها إلى الجزائر إلتزمت بالدفاع عن استقلال الجزائر. الزوجان الشابان تجندا لدى مسؤولي جبهة التحرير الوطني وإلتقيا عبان رمضان المسؤول السياسي في 21 سبتمبر 1955، وحين ولادة أول طفل لهما شاركا في جريدة “المجاهد” التابعة لجبهة التحرير بتونس، حيث تكفلت كلودين رفقة جنين بلخوجة بتأطير فوج من المجاهدات المسرحين على الحدود والمرسلين إلى تونس وذلك سنة 1959.