عاش الرجل للثقافة والأدب وكانت له في كل هذا حكايات وحكايات فهو من النوع الذي لايمل ولايكل ولا يقف مشدوها أمام الصعاب، ففي الصورة يظهر عمر البرناوي صامدا ماسكا القلم في كل الظروف، فكتب الشعر والنثر في الأدب وكتب المقالات الصحافية على اختلاف أنواعها والتي تتسم بنوع من المزاح لا يعرفه الا عمر البرناوي، والذي كسب بذلك شخصية اعلامية ذات خصوصية الى جانب شخصية الشاعر الأديب، ولعل هذا هو السبب الذي اكسب نجاحا كبيرا لرواج مجلة »ألوان« التي كان يصدرها مع الشاعر أبي القاسم خمار.. عرفت المرحوم عمر البرناوي عن قرب باتحاد الكتاب وفي العديد من المناسبات وكانت أهمها رحلة الحج الى البقاع المقدسة موسم ,2004 حيث عرفت فيه خلال أيام الحج المباركة انسانا ذا روح انسانية مرحة وخفيفة وشخصية مؤمنة صادقة وكان هذا الى جانب شخصيته الأدبية طبعا.. رحل عمر البرناوي في وقت رحل فيه الكثير من الأدباء والمثقفين العرب امثال الشاعر محمود درويش والمسيري وغيرهما، ومن هنا كان هذا الرحيل خسارة للوسط الثقافي والاعلامي الذي عرف مسيرة مثقف أحب وطنة وكتب له فتغنى بذلك الكبار والصغار فأنشدوا جميعا: من أجلك عشنا يا وطني؟! ودوّن في دفتر من ذهب كلام من ذهب سيبقى مفتوحا للأجيال في بلاد هي في أشد الحاجة اليوم الى حب الوطن. هل الكم المنجز من حياته العملية مثبتا في الألبوم المتكون من صور بقيت ذكريات عن خدمة الوطن الكبير والوطن الأم، فإلى جانب الكتابة شغل رئيس تحرير ثم مستشارا ثقافيا بوزارة الثقافة فمديرا للثقافة بولاية بسكرة التي أحبها وكوّن لها خيرا في قلبه معتبرا، هو طريق سلكه الراحل مورّد وجميل.. هكذا رغم أن أنقص القدر من صوته القوي فأصابته بحة ظل الراحل يعطي قصائد شعرية تبقى خالدة ليقرأها غيره؟! في ملامحه تقرأ البراءة ويقرأ الشيء الكثير عن أديب عاش مراحل حياة الوطن منذ الاستعمار فتعلق قلبه بالنضال والتعلم .