تقطع اليوم الحملة الانتخابية أسبوعها الأول حيث سيقف المترشحون على حصيلة نشاطهم لتفادي النقائص، تحسبا لما تبقى من الحملة التي لا يفصلنا عن انتهائها سوى 13 يوما لإقناع الناخبين بضرورة التصويت بقوة يوم التاسع أفريل المقبل . انفرد المرشح المستقل السيد عبد العزيز بوتفليقة عن باقي المترشحين بالشروع في زيارة ولايات الجنوب حيث حل بورقلة والوادي في ظل عزوف بعض المترشحين عن زيارة ولايات الجنوب وحجتهم في ذلك نقص الموارد المالية والتحسيس بما يعانيه سكان هذه المناطق من متاعب في مجال النقل . وكان موسى تواتي مرشح الجبهة الوطنية الجزائرية قد كشف أنه لن يزور مناطق الجنوب في ظل نقص الموارد المالية للحزب، وكذا بعض المناطق الجنوبية عن العاصمة، وأثارت تصريحات موسى تواتي تساؤلات كثيرة حول هذا الموقف الغريب، فولايات الجنوب يجب أن تمسها الحملة الانتخابية مهما كانت الأسباب والامتناع عن الذهاب الى الجنوب الجزائري خطأ كبير يعكس الواقع المزري للأحزاب السياسية ونظرتها للواقع الجزائري . وتضاف تصريحات السيد موسى تواتي إلى تصريحات مرشح حزب عهد 54 السيد فوزي رباعين الذي قال بأنه لن ينشط تجمعات بالعاصمة لأن العاصميين مسيسين كثيرا ويفقهون كثيرا في السياسة ما أدى الى التساؤل حول المستوى السياسي لسكان الولايات الأخرى . إن واقع السياسة في الجزائر وخاصة الأحزاب يفرض بصورة فعلية التفكير في مراجعة وتحسين آداء الساحة السياسية الذي لن يتجسد إلا بتقليص عدد الأحزاب ووضع مقاييس ضارمة للترشح الى الرئاسيات من أجل رفع مستوى التنافس وتمكين المواطن الجزائري من اختيار أفضل الفرسان . ويظهر أن السبب الرئيسي لعزوف البعض عن التوجه الى ولايات الجنوب نابع من نظرة ضيقة هي اقتصاد أموال الحملة الانتخابية وفقط والتقليل من المصاريف لاستغلالها في أمور الحزب، وما يؤكد هذه الفرضية ضعف الاعتماد على الملصقات فمعظم اللافتات الانتخابية فارغة والتي تم إلصاقها مزقها المواطنون. ويعتبر حزب السيدة لويزة حنون في هذا المجال الأكثر انضباطا حيث يمول الحزب من اشتراكات المناضلين والنواب باقتطاع جزء كبير من أجرتهم الشهرية وهو ما مكن حزب العمال من تجاوز بعض المشاكل التي تسيء للأحزاب السياسية التي أصبحت تشتكي للمواطن من ضعف حالتها المالية، وهو أمر غريب جدا لا يحدث إلا في الجزائر. وعكست الحملة الانتخابية العديد من النقائص على خطابات بعض المترشحين، حيث لجأ البعض الى انتقاد السلطات والبعض الآخر تهجم على بعض الدول التي تربطنا معها علاقات طيبة حيث تهجم أحد المترشحين على ايطاليا وهو ما لا يعتبر أمرا لائقا في الأعراف الدولية. وعليه فالساحة السياسية الجزائرية مطالبة بتغيير ممارساتها والقفز نحو سقف معتبر من الاحترافية وان كان أمر يجب الحديث عنه هو التطرق لواقع الأحزاب التي تتحمل جزءا كبيرا من تراجع الثقافة الديمقراطية في بلادنا وما تهجمها على السلطة إلا دليل على ضعف برامجها ووسائل إقناعها.