أكد وزير الشؤون الخارجية الأسبق الأخضر الإبراهيمي، أن اجتياح العراق من قبل الولاياتالمتحدة غير التوازن الجيواستراتيجي للشرق الأوسط بشكل “جذري”. وفي حديث خص به الجريدة الإلكترونية الفرنسية “ميديا بارت” أوضح المبعوث السابق للأمم المتحدة في هايتي وجنوب إفريقيا وأفغانستان والعراقوسوريا أن اجتياح العراق دمّر الدولة العراقية “التي هي دولة قوية تستعمل الرعب لكنها كانت قائمة بالرغم من العقوبات الدولية” وسلمها بالتالي لإيران. واعتبر الإبراهيمي الذي تحصل على لقب شرفي من قبل كلية العلوم السياسية بباريس أن الأمريكيين “تسببوا في بروز واقع جديد أفلت من سيطرتهم”. وأوضح قائلا “(...) بالرغم من تحذيرات بعض العسكريين الأمريكان الذين اعتبروا أنه من الممكن رسكلة حوالي 10.000 عسكري عراقي اختارت إدارة بوش تحطيم قاعدتي العراق المتمثلتين في الجيش وحزب البعث مما أفضى إلى انتشار الجماعات المسلحة و المليشيات”. ولدى تطرقه إلى الأزمة السورية اعتبر المبعوث الأممي السابق في سوريا أن الأطراف المتنازعة (الحكومة تحت قيادة بشار الأسد والمعارضة) لن يقبلوا بالتفاوض ما دامت الدول الراعية لها (الولاياتالمتحدة و المملكة العربية السعودية وروسياوإيران) لم تتوصل إلى اتفاق بشأن ذلك. وأردف قائلا “بصراحة فإن السوريين سواء تعلق الأمر بممثلي النظام أو المعارضة غير مستعدين لإيجاد حل وسط فنجاح المفاوضات يتوقف على إرادة الدول الراعية”. وأوضح “هناك روسيا و إيران من جهة والولاياتالمتحدة ودول المنطقة من جهة أخرى”، معترفا أن الوضع على هذا النحو “لا يبشر بالخير”. وأوضح الإبراهيمي المبادر باتفاق الطائف في إطار الجامعة العربية الذي وضع حدا للحرب الأهلية في لبنان سنة 1989 أن الأخطاء المتتالية للغرب في دول المنطقة تعد “كارثية”. وأشار عضو مجموعة الحكماء إلى جانب كوفي عنان وجيمي كارتر وديسمون توتو إلى أن “الغرب لا سيما المجتمع الدولي كرّر الأخطاء منذ بداية ما أطلق عليه “الربيع العربي”.