قلت في عمود أمس، أن كثيرا من المواطنين والجمعيات والمنظمات يستغلون الزيارات التفقدية والحملات الانتخابية ليرفعوا مطالبهم ويزايدوا على طالبي أصواتهم أو حضور تجمعاتهم.. لا سيما وأن مثل هذه »الخرجات« أثبتت نجاعتها وحققت أهدافها في كثير من المناسبات المماثلة. وأنا بدوري استغل ظرف الحملة الانتخابية التي أمطرنا منشطوها من طالبي الرئاسة بوابل من الوعود، وصوروا لنا أن الجنة تحت أقدامهم أو بين أيديهم،، قلت استغل هذا الظرف لأرفع إليهم نداء طالبا منهم إعادة العدد الهائل من السردين »الحراڤ« الذي كانت تزخر به بحارنا، ويباع آنذاك »ثلاثة بعشرين« (أي 3 كلغ ب 20 دور). وفي متناول كل العائلات دون استثناء، أما اليوم، وبعد أن طالته ظاهرة »الحرڤة« فقد أصبح ذا شأن عظيم وأسعاره نار، وكل من حاول الأقتراب منه حرقته. وكمواطن بسيط أن يعمل المترشحون للرئاسيات على توفير مادة البطاطا في الأسواق وبأسعار معقولة، شريطة ألا يستوردوا لنا البطاطا الفاسدة أو »بطاطا الخنازير« كما سموها، والدليل على ذلك أن مستوردها وقع تحت طائلة العدالة. أما إذا تكلمنا عن لحم الخروف الذي تجاوز سعره 800دج، فحدث ولا حرج، لأن أغلبية الأسر أصبحت عاجزة عن اقتناء هذه المادة، ولا تتذوقها إلا في عيد الأضحى أو الأعراس وذلك لمن استطاع إليه سبيلا..! أما مادة الإسمنت التي ارتفع سعرها إلى 700دج في بعض الجهات، بعد أن انخفض سعر الحديد.. فيبقى المواطن عاجزا عن اقتنائها إلى إشعار آخر، أو عندما يتم القضاء على أزمة السكن التي غابت من برامج المترشحين، لأنهم يدركون أن القضية أكبر منهم، وقد تثير لهم قلاقل إن وعدوا بها وعجزوا عن حلها..! ومن خلال ما تقدم أطلب أصالة عن نفسي ونيابة عن أمثالي، من المترشحين، أن يوفروا المواد الضرورية في الأسواق وينظموا أسواق الجملة ويتحكموا في الأسعار فقط ونحن نتنازل عن المطالب الأخرى ولا نلزمهم بتحقيق الوعود المدرجة في برامجهم الانتخابية التي تعرضت لكل شيء... ولن يتحقق منها أي شيء،، لأن الكلام شيء والواقع شيء آخر.. وفاقد الشيء لا يعطي شيئا..!