” الشعب٬” وجه اللواء جبريل الرجوب رئيس الإتحاد الوطني الفلسطيني لكرة القدم، رسالة شكر وامتنان للجزائريين، منوّها بالعلاقات الاستثنائية بين البلدين الجزائروفلسطين، وجاء في الرسالة التي تلقت «الشعب» نسخة منها ما يلي: إن المسافة بين فلسطينوالجزائر كالمسافة بين القدس وأسوارها، أو بين الجزائر وبحرها! هي علاقة أخوة وتلاحم وتواصل، تعمّدت بأن قاسمتنا الجزائر، أمّ المليون ونصف شهيد، الرغيف والنزيف، وأعلنت أنها مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، وكانت الجزائر، دائما، هي المنتصر؛ ذلك لأنها علّمتنا أن ما يربطنا من دعامات مادية وروحية هي نفسها المعايير التي نُجابه بها الجديد والطارئ والغريب، وأن ما بيننا من علاقات لا تصوغها النخبة أو المداخلات المستوردة ولا المعايير المفروضة، إنما هو ما يعكس روح الجماعة من المحيط إلى الخليج، أو خيار الأمة الواحدة الجمعي، وما راكمته من نشاط في مكانها وزمانها وعلاقاتها بعضها ببعض، وعلاقاتها بغيرها من الجماعات، مضافا إلى ذلك ما يمنحه أو يفرضه أو يقبله أو يرفضه مبدأ التحرر الوطني والمصالح العليا للوطن والأمة، باعتبار كل ذلك محصلة شاملة للشعوب والأهداف والمصالح والتطلعات العربية الإسلامية، وإن التحرر الذي اجترحته الجزائر وحققته وتعلمناه منها هو نزعة حقيقية لكل جماعة حيّة. بل إن علاقة فلسطينبالجزائر، والمحمولة على الألواح الذهنية والوجدانية والسلوكية، وتم تثبيتها خلال قرون، صارت إلى حد كبير مطلقة، نهائية ومقدسة، وصارت جزءا من التكوين الوطني والسياسي والروحي والنفسي الفلسطيني، ما يفسّر أننا في مطلع الستينيات من القرن الماضي، كنّا نصطفّ في ساحات المدارس ننشد: قسما بالنازلات الماحقات… إلى أن نصل بصوتنا الهادر الحاسم لنقول: وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر. لقد تأصّلت مداركنا على إشراقة ثورة المليون ونصف شهيد، التي استطاعت بفذاذة وعبقرية أن تهزم أكبر مشروع استيطاني إحلالي فرنسي، استمر لعشرات العقود على أرض الجزائر البطلة، ما جعلنا نترسّم خُطى الثورة الجزائرية في تصدّينا للاستراتيجيات الصهيونية الحاسمة التي تسعى إلى السيطرة على فلسطين بالاستيطان والإحلال وشطب الذاكرة… وبالتأكيد، فإن الانتماء المشترك للأمة وللنضال، هو ما جعل الجزائر تقول بأن تحررها لن يكتمل إلا بتحرير فلسطين. ولهذا بقيت أرض الشهداء تدفع بكل ثقلها بما يحقق لفلسطين الخلاص والحرية… ومازالت الجزائر الأكثر عطاء وقربا واهتماما بشقيقتها الصغرى فلسطين، ما يجعل الشهيدة دلال المغربي هي الإبنة الشرعية لجميلة بوحيرد، مثلما كان الأمير عبد القادر الجزائري الفيلسوف المناضل والصوفي هو نموذج ياسر عرفات ومثاله، حتى بات الفلسطيني يرى في جبل الكرمل بحيفا إمتدادا لجبال الأطلس والأوراس. إن أشجار الزيتون التي نجت من الحريق الصهيوني، وظلت على عرشها الأبدي في ساحات الأقصى، تشرب من ينابيع الجزائر ومرجلها، ما يجعلها مطهمة بالضوء، وحارسة لبوابات القدس. وإن ذراع الجزائر التي تقدح النجوم في الفضاء، هي نافذة النهار الذي سيشرق على الساحل الفلسطيني. وإن المرافعات الفعلية التي تقدمها الجزائر لنا، في كل المحافل، هي ما يجعل أبناء فلسطين يذهبون إلى بلادهم الخالدة محمولين على الحجر والخنجر والهتاف. وإن ابتسامة أمّ جزائرية هو ما يجعل والدة الشهيد في المخيم تحثّ صغارها على الحلم، والاحتفاظ بمفتاح العودة، وكتابة الحكاية بالدم. ويحق لنا أن نقول: إن الجزائر هو إسم كبير وجليل يليق بفلسطين، كما يليق بالكرامة والمجد والخلود... وستبقى فلسطين تتطلع إلى أرض الجزائر بامتنان، وتقدم لها الشكر المتواصل الجميل. وبإسمي وبإسم كل فلسطيني ينبض قلبه بالحياة، أقف أمامكم معتزا فخورا لما لمست فيكم من عظمة وكبرياء عزّ نظيرهما، لأبعث إليكم يا جزائر الحرية والأحرار وتوأم شعب فلسطين بكلمة عجزت قواميس لغة الضاد عن إسعافي بها لتكون على قدر ومقدار وقيمة ومقام ما لمسناه وعايشناه منكم ولديكم لفلسطين وطنا وقضية وإنسانا... فعذرا يا أعز البلاد وأعز الشعوب إن استجمعت ملكاتي الأبجدية واللغوية والإنسانية والنضالية معمدة بطهر آيات الوفاء أمام جلال وجمال وعظيم ما شهدت وعاشت فلسطين وعلى مدار أسبوع في دياركم المباركة وفي رحاب 5 جويلية، رمز الحرية والأحرار، من حدث تاريخي عز نظيره وستخلده الأجيال أبد الحياة فخرا بكم وبشعب الجزائر الشقيق لأقول: شكرا لكم... شكرا لكم يا فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أيقونة جمهورية الأحرار وآخر عمالقة مفجري ثورة الحرية والاستقلال، شكرا لكم يا دولة الرئيس عبد المالك سلال رئيس حكومة جمهورية الجزائر الشقيقة ولكافة أركان وزارتكم العتيدة، شكرا لكم أخي مصطفى بيراف رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية وأسرة إتحاديتكم الرياضية المتنوعة، شكرا لكم أخي الحاج محمد روراوة رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم وأسرتكم الرياضية الشقيقة كافة...