أكد وزير التجارة بختي بلعايب، أن تطوير الصادرات خارج المحروقات، أصبحت ضرورة ملحة لإعادة هيكلة قطاع الصادرات الوطنية، وتنويع مصادر الدخل خارج المحروقات كسياسة بديلة نظرا للأوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلاد، مشيرا إلى أن هذه الأوضاع فرضت نفسها في الآونة الأخيرة في ظل انخفاض أسعار البترول. وقال بختي بلعايب لدى إشرافه، أمس الاثنين، على افتتاح أشغال اليوم الإعلامي حول «تنويع وتطوير قاعدة الصادرات خارج المحروقات» بفندق صبري بعنابة، إن هناك اختلالات هيكلية كبيرة في قطاعي الصناعة والفلاحة وتهميش ملفت للنظر للصادرات خارج المحروقات، كاشفا في سياق حديثه بأن ولاية عنابة تتوفر على مؤسسات اقتصادية هامة يسيرها رجال أعمال أكفاء من شأنها أن تكون نموذج لتطوير الاقتصاد المحلي والوطني. ويرى بختي بلعايب بضرورة الوقوف على العوائق التي تواجه الاقتصاد الوطني، مؤكدا بأن الحكومة الجزائرية اتخذت إجراءات جديدة لترقية الصادرات خارج مجال المحروقات، باستحداث مناطق صناعية جديدة، وتشجيع الاستثمار والمصدرين المحليين. وأضاف وزير التجارة بأن الجزائر تواجه اليوم تحد كبير يتمثل في ضرورة اعتمادها على الكفاءات التي تمتلكها لتطوير صادرتها خارج المحروقات، مطالبا بضرورة التخلص من تبعية الريع البترولي، الذي تعتمد عليه الجزائر بنسبة 98 في المائة، وعدم الاعتماد عليه كون أسعار البترول غير مستقرة ولا يمكن التحكم فيها. وفي إطار تطوير وتنويع المنتوجات خارج قطاع المحروقات، أكد وزير التجارة بختي بلعايب أن وزارته استحدثت خليتين تهتم الأولى «خلية الإصغاء والمتابعة» بالبحث في قضايا التصدير ومعالجة أهم الانشغالات والعراقيل التي تواجهه، فيما تهتم الخلية الثانية بالتصدير خارج المحروقات، وهذا بهدف تشجيع المؤسسات الاقتصادية والمصدرين على الاستثمار في مختلف المجالات والتي تعتبر إلى حد الآن حسب وزير التجارة مهمشة على غرار المواد الغذائية والآلات الكهرومنزلية. وفي السياق ذاته أكد والي عنابة يوسف شرفة أن نسبة الأراضي العقارية الموجهة للاستثمار في المجال الصناعي تقدر ب36 هكتار، منوها باستحداث السلطات الولائية لمنطقتين صناعيتين، الأولى ببرحال تتربع على مساحة 400 هكتار، والثانية بمنطقة «مجاز غسول» بعين الباردة بمساحة 140 حصة استثمارية، كاشفا على توزيع خلال السنة الجارية عقارا صناعيا جديدا بكل من سيدي سالم وبلدية العلمة، على أن يوجه للاستثمار الذي يساهم في الارتقاء بالدخل المحلي والوطني ويساهم توفير مناصب شغل. وقال يوسف شرفة إنهم يسعون جاهدين لتحقيق سياسة الدولة الرامية لتشجيع الاستثمار خارج قطاع المحروقات، بهدف بناء اقتصاد وطني متوازن، مشيرا إلى تخصيص لجنة ولائية تعمل على متابعة مختلف المشاريع الاستثمارية داخل الولاية. اليوم الإعلامي الذي أشرفت على تنظيمه غرفة التجارة والصناعة سيبوس بعنابة، بقاعة المحاضرات الكبرى»بفندق صبري»، شهد حضور 300 متعامل اقتصادي يمثلون ولايات عنابة، الطارف، سكيكدة وسوق اهراس، فضلا عن مشاركة أكثر من 100 مصدر، حيث ركزت تداخلات المشاركين والخبراء الاقتصاديين على الديناميكية الجديدة المنتهجة للدولة الجزائرية لترقية الصادرات، من خلال تثمين الإمكانيات المتاحة وتشريح الإشكالات والمعوقات المسجلة.