مواضيع ثرية تناولتها مجلة «الجيش» في عدد شهر ماي، تثبت قدرة على متابعة الأحداث العسكرية وصيرورة التحولات في قطاع الدفاع الاستراتيجي صمام أمان السيادة الوطنية والاستقرار الذي لا يقدر بثمن. تتصدر المواضيع التي عالجتها المجلة وتوقفت عندها بالتمحيص والتحليل، رسالة رئيس الجمهورية في اليوم العالمي للشغل. وهي رسالة تمثل خارطة طريق لمواجهة تداعيات مرحلة صعبة تفرض التجند ولعب كل طرف دوره في البناء، بعيدا عن القاعدة السلبية «تخطي راسي». وزاد الرئيس تأكيدا على هذا التوجه، أمس، من خلال الرسالة بمناسبة اليوم الوطني للطالب، داعيا إلى أخذ العبر من نضال الأسلاف واتخاذها مرجعية لمواكبة صيرورة البناء الوطني. وقال الرئيس بوتفليقة، إنه آن الأوان لكي يتجنّد الشباب والنخبة في معركة بناء اقتصاد وطني متحرر من التبعية المفرطة إلى المحروقات وتحصين استقلالية القرار السياسي دون البقاء أسر تقلبات أسعار البترول التي عشنا مرارة تجربتها خلال سنوات وعقود. في هذه الحركية المستمرة المبنية على أسس ونظرة بعيدة الأمد، الدفاع الوجه الآخر لانتصارات الجزائر وقوتها الضاربة. نعم... الاستقلال الذي انتزعته الجزائر بالدم والدموع أمانة في الأعناق يفرض تجند كل القوى الحية، في مقدمتها الجيش الوطني الشعبي، الذي أكد الفريق ڤايد صالح نائب وزير الدفاع رئيس الأركان، في كل مرة، على جاهزيته لمواجهة أي طارئ وضرب بيد من حديد من تسول له نفسه المساس بالأمن والاستقرار الوطنيين. وذكر الفريق خلال زيارات ميدانية للوحدات العسكرية في مختلف جهات الوطن، على توخي الحذر والحيطة، داعيا إلى رؤية استشرافية تضع الجيش في مستوى إحباط أية مؤامرة وتهديد مهما كان نوعه وثقله والأمثلة تقدمها عملية تيڤنتورين الشهيرة. وهناك خيارات مفتوحة أمام الجيش في تنفيذ السياسة الدفاعية، تتقدمها برامج التكوين والتزود بالتكنولوجيا اليد الطولى في دك أوكار الإرهاب وتفكيك شبكات الجريمة المنظمة، مثلما تقدم وزارة الدفاع تفاصيل عنها ضمن تقارير يومية. في هذا الإطار، تتحدث افتتاحية مجلة الجيش عن الرسائل غير المشفرة الموجهة من القيادة العليا للبلاد لمختلف أفراد الجيش، ضباطا وضباط صف، عن عصرنة المنظومة الدفاعية للقوات بغرض الرفع من قدراتها وجاهزيتها العسكرية، لاسيما البحرية التي تعززت بفرقاطة حديثة مزودة بأنجع التكنولوجيا وأكثرها دقة وفعالية في أداء المهام بظرف سريع التحول ومحيط جيواستراتيجي لا يقبل الجمود. وتمثل الصناعة العسكرية الوجه الآخر لتطور قواتنا المسلحة وتكييفها مع الظرف والعصر، مثلما توقفت عنده مجلة الجيش، مسلطة الضوء على الشركة الجزائرية لإنتاج الوزن الثقيل من نوع «مرسيدس بنز» بالرويبة التي تعد مفخرة الجزائر وصانعة مجدها. كيف لا وهي تدرج ضمن برنامج الانتعاش الاقتصادي الذي بادر به رئيس الجمهورية، تحتل فيه الصناعة الحربية والعسكرية حلقة مفصلية ومحطة في الإقلاع الوطني.