رص الصفوف لمجابهة الأخطار المحدقة بالجزائر دعا رئيس جمعية مجاهدي التسليح والاتصالات العامة أثناء الثورة»المالغ» دحو ولد قابلية، الشباب للارتقاء إلى مستوى المسؤوليات والتضحيات التي قدمها الرعيل الأول للطلبة الجزائريين، مشددا على ضرورة تكاتف الجهود للحفاظ على الوحدة الوطنية أمام المخاطر الحقيقية المحدقة بالجزائر، كما تأسف لقلة الاهتمام بكتابة التاريخ ونقله للأجيال القادمة. عاد المجاهد دحو ولد قابلية بالحضور خلال اللقاء الذي احتضنته جامعة بومرداس بمناسبة ذكرى يوم الطالب بمبادرة من مديرية المجاهدين إلى الغوص في عمق الثورة التحريرية وأبرز المحطات التي عرفتها وزارة التسليح والاتصالات العامة المالغ، منذ تأسيسها برئاسة عبد الحفيظ بوصوف والدور الفاعل الذي ساهم به الطلبة والمثقفون في هذا الجهاز، الذي لعب دورا حاسما في تأطير الثورة ونقلها إلى بر الأمان، وكذا مرحلة ما بعد الاستقلال، وكيف ساهمت إطارات المالغ في مسك أركان الدولة الجزائرية الحديثة وملأ الفراغ الذي تركه رحيل الإداريين الفرنسيين. وبلغة الأرقام كشف ولد قابلية، «أن المالغ» استطاعت أن تجمع حولها حوالي 900 عضو من مختلف الإطارات وهم الطلبة الجزائريون والثانويون الذين استجابوا لنداء الإضراب والواجب الوطني ليوم 19 ماي 1956، حيث قرروا ترك مقاعد الدراسة والالتحاق بصفوف جيش التحرير، الأمر الذي أعطى دعما قويا للثورة وتقوية أركانها في مجالات الاتصالات والإعلام بظهور صوت الجزائر المكافحة، إضافة إلى تولي مهاما خاصة في مجال الطب، الذي وصل عددهم إلى 200 طالب ما بين 1954 و1956 نصفهم التحق بالثورة، 250 إطار تكونوا في صناعة المتفجرات وغيرها من التخصصات الأخرى. وبهدف التقليل من حالة النزيف التي تعرضت لها النخبة المثقفة، من الطلبة في صفوف الثورة نتيجة الاستشهاد يضيف المحاضر أدركت قيادة الثورة بداية من سنة 1957 بأهمية التكوين والاستعداد لمرحلة ما بعد الاستقلال، قررت لجنة التنسيق والتسيير مباشرة بعد انعقاد مؤتمر الصومام الاتجاه نحو تكوين الإطارات في البلدان الشقيقة والصديقة، وتم إرسال أولى الدفعات إلى مصر والعراق، الاتحاد السوفيتي، يوغسلافيا وألمانيا الشرقية، وحتى بعد خطاب ديغول سنة 1959 أطلقت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية برئاسة فرحات عباس عملية تكوين لفائدة الشباب المتعلم في صفوف الثورة تحضيرا للاستقلال، وبالفعل يؤكد دحو ولد قابليلة فإن المالغ كان له دور كبير خلال الثورة وبعدها بتكوين عشرات الإطارات في شتى التخصصات،والدليل في ذلك أن 20 وزيرا و3 رؤساء حكومات جزائرية هم من أعضاء هذا الجهاز الهام، الذي استطاع أن ينقل المعركة من داخل الجزائر إلى داخل الدوائر الفرنسية عن طريق شبكة الاستخبارات على حد قوله. من جهته حاول جلول بغلي عضو الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، في مداخلته تقديم سرد تاريخي لمراحل ظهور الاتحاد الذي يعتبر امتدادا لجمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا التي تأسست سنة 1923 برئاسة فرحات عباس على غرار حزب نجم شمال إفريقيا بزعامة مصالي الحاج الذي رافع لاستقلال البلدان الثلاثة، وصولا إلى ميلاد «اوجيما» يوم 10 جويلية سنة 1955 وهي أول هيئة جزائرية تظهر على الساحة حتى قبل الاتحاد العام للعمال الجزائريين يقول باغلي. ولدى تطرقه إلى نداء 19 ماي وإضراب الطلبة الجزائريين الذي دعا إليه فرع العاصمة، أكد جلول بغلي «أن الحركة كانت نابعة من إرادة خاصة للطلبة الذين أدركوا مسؤولياتهم التاريخية في دعم الثورة رغم حساسية المرحلة التي تصادفت مع فترة الامتحانات وتسليم الشهادات وأضاف بالقول «أن إضراب الطلبة كان له هدفين الأول يتعلق بدعم صفوف الثورة بإطارات مثقفة والهدف الثاني له بعد خارجي من خلال محاولة لفت أنظار الرأي العام الدولي للقضية الجزائرية وتقديم الثورة على أنها قضية شعب وأمة تريد الانعتاق من براثين الاستعمار وليست مجموعة فلاقة خارجة عن القانون مثلما تروج له فرنسا.