ووري، مساء أمس، جثمان المجاهد عبد الكريم حساني التراب، بمربع الشهداء بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة، بعد معاناة مع المرض· بحضور نخبة من رفقائه وعدد كبير من السياسيين، شيع، مساء أمس، جثمان المجاهد عبد الكريم حساني بمربع الشهداء، بمقبرة العالية، وكان المناضل عبد الكريم حساني المعروف باسمه الثوري ''سي الغوثي'' قد وافته المنية ليلة أول أمس الجمعة بمستشفى محمد الصغير نقاش بعين النعجة، عن عمر ناهز ال 78 سنة، إثر تعرضه لأزمة دماغية أنهت معاناته مع المرض الذي ألم به في المدة الأخيرة حيث كان يخضع للرعاية الطبية المركزة· وكان الراحل عبد الكريم حساني من مثقفي الثورة التحريرية، حيث بدأ النضال مبكرا، قبل أن يكون من قادة الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، حيث ساهم بفاعلية في إنجاح إضراب الطلبة يوم 19 ماي 1956 والتحق بذلك رسميا بالثورة التحريرية، وأصبح عضوا بوزارة التسليح والعلاقات العامة برئاسة المجاهد عبد الحفيظ بو الصوف، والمعروف اختصارا ب ''المالق''، وأسندت إليه مهمة تكوين متعاملي الراديو· ولم يتوقف المجاهد عبد الكريم حساني (سي الغوثي) عن النشاط بعد الاستقلال، حيث أسندت إليه إدارة الوظيف العمومي سنة 1965 خلفا للمجاهد عبد الرحمن كيوان، وفي تسعينيات القرن الماضي أصبح رئيسا للكونفدرالية الوطنية للمصنعين والمنتجين، ولم يتردد عن المشاركة في الكثير من حلقات النقاش المتعلقة بالوضع السياسي والاقتصادي العام، والتي تساهم في تاريخ الثورة التحريرية· ومعروف أيضا عن المجاهد عبد الكريم حساني أنه تزوج المجاهدة ظريفة بن مهيدي شقيقة الشهيد العربي بن مهيدي· دحو ولد قابلية(رئيس جمعية وزارة التسليح والعلاقات العامة) ماذا تقول في رحيل المناضل عبد الكريم حساني؟ رحمه الله، لقد كنا نتابع حالته الصحية عن قرب، ووقفنا معه في إطار جمعية قدماء ''المالغ''، وشخصيا كرئيس للجمعية كنت إلى جانبه في محنته الأخيرة، وبعد وفاته عملنا كل الترتيبات من أجل دفنه في مربع الشهداء بمقبرة العالية، واتخذنا كافة الإجراءات اللازمة من أجل تشييعه، كما يجب أن يكون مع مناضل كبير من هذا الحجم· ماذا يمكن أن تقول عن الفقيد بهذه المناسبة؟ هو مناضل قديم في الحركة الوطنية، قبل اندلاع الثورة التحريرية، وكان من نشطاء الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين وممن قادوا إضراب 19 ماي ,1956 وكان ساعتها طالبا جامعيا متخصصا في الفيزياء، ثم كان من أعضاء المالغ (وزارة التسليح والعلاقات العامة في الحكومة المؤقتة للدولة الجزائرية)، حيث التحق بها متخصصا في الاتصالات· ما الذي تحتفظ به عن الراحل حساني كشخص؟ كان مناضلا بكل مقاييس النضال، وكلنا جميعا ملتزمون بهدف واحد هو استرجاع السيادة الوطنية في إطار الاستقلال، لقد كان يتصف بالنزاهة والإخلاص، وهذا كل ما يمكن أن أقوله عنه بهذه المناسبة الأليمة·