قال رئيس اللقاء الديمقراطي في لبنان وليد جنبلاط إنه مستعد للقاء مباشر مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بعد الانتخابات اللبنانية المقبلة. وعلى الصعيد الاقتصادى اللبناني أجرى تنظيم حزب الله مباحثات مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي ضمن مساعيه لتأمين استمرار الدعم المالي للبنان في حالة فوز التحالف الذي يتزعمه في الانتخابات النيابية المقررة الشهر القادم. وتأتي هذه المفاوضات والمانحين وسط تنامي القلق ببيروت من أن اقتصاد البلاد الهش والمثقل بالديون قد يتعرض لضغوط شديدة في حال خسارة الحكومة اللبنانية الحالية المدعومة من الدول الغربية، أغلبيتها في الانتخابات النيابية القادمة. وقد حظيت الحكومة اللبنانية الحالية بدعم من دول الخليج والدول الغربية سعيا منها إلى كبح جماح نفوذ حزب الله، وقد قدمت السعودية بشكل خاص دعما كبيرا للحكومة اللبنانية التي تتولى تسيير البلاد في الوقت الراهن. ويتوقع أن يُنظر إلى فوز حزب الله وحلفائه على أنه تعزيز لنفوذ سوريا وإيران في هذا البلد، كما أن مثل هذا الفوز قد يدفع واشنطن والداعمين الآخرين للأغلبية البرلمانية الحالية إلى إعادة التفكير في الدعم الاقتصادي الذي يقدمونه للبنان. وتعتبر واشنطن حزب الله منظمة إرهابية في حين ينظر إليه غالبية العرب على أنه حركة مقاومة وطنية ضد إسرائيل. ويؤكد التحالف الموالي للغرب الذي يسيطر على الحكومة اللبنانية الحالية على ثقته بالقدرة على المحافظة على أغلبيته البرلمانية، لكن التنافس شديد، وربما يصبح القرار الحاسم في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة بيد مجموعة من المستقلين. وقد حذر علي فياض، وهو أحد مرشحي حزب الله للانتخابات القادمة، من مغبة معاقبة لبنان اقتصاديا في حال فوز المعارضة. وقال لصحيفة فايننشال تايمز إن حزبه يأخذ في الاعتبار المخاطر الاقتصادية، مضيفا أنه يتفاوض مع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي بشأن الآفاق الاقتصادية المستقبلية. وقد أكد الاتحاد الأوروبي أنه لا يميز بين حزب الله والأحزاب اللبنانية الأخرى وأنه سيعمل مع أية حكومة لبنانية يتم انتخابها ديمقراطيا. كما ذكر صندوق النقد الدولي أنه التقى نوابا برلمانيين من كتلة حزب الله وكذلك مسؤولين في مجموعته البحثية الخاصة بالاقتصاد وذلك في إطار عمل الصندوق العادي بلبنان. غير أن خطة الدعم المالي التي ينفذها صندوق النقد الدولي بلبنان على وشك الانتهاء، وأي برنامج جديد سيتوقف على قرار من مجلس إدارة صندوق النقد الدولي. وعلى الصعيد السياسي، قال رئيس اللقاء الديمقراطي في لبنان وليد جنبلاط إنه مستعد للقاء مباشر مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بعد الانتخابات اللبنانية المقبلة. وأضاف جنبلاط في لقاء مع الجزيرة أن الإشارة التي قالها نصر الله بأن أحداث ماي من العام الماضي كانت أليمة يمكن أن تطوي هذه الصفحة الأليمة لبيروت والجبل، وكان زعيم حزب الله وصف في وقت سابق سيطرة مقاتلي الحزب على بيروت عسكريا في ماي 2008 بأنه يوم مجيد من أيام المقاومة مما أثار انتقادات حادة. وأكد جنبلاط أن التلاقي السياسي الذي يجتمع عليه جميع اللبنانيين هو التلاقي من أجل مواجهة الفتنة التي قال إن إسرائيل ترمي إلى افتعالها بين اللبنانيين، مشيرا إلى اكتشاف أجهزة الاستخبارات شبكات واسعة في الجسم اللبناني يبدو أنها معدة لخلق الفتنة أو اغتيالات. ووصف ما أوردته صحيفة دير شبيغل الألمانية بشأن تورط حزب الله في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري بأنه قنبلة مدسوسة بعد تلقي الشبكات الإسرائيلية ضربات متتالية في لبنان، ولذلك تريد خلق روايات جديدة وتحويل التحقيق عن مساره وخلق تنافس واستقطاب لإحداث فتنة. وأوضح أن مواجهة إسرائيل تكون بكل الوسائل المادية والعسكرية والسياسية والدولة وكل شيء. وأكد جنبلاط أنه مع استمرار المقاومة العسكرية، لكنه يفضل أن تحتضن الدولة المقاومة، ولكن كما ذكرت في عدة مناسبات هذا الأمر لا يتم إلا تدريجيا حفاظا على أمن عناصر المقاومة وجهوزية الدولة لاستيعابهم . وشدد على أن مبدأ المقاومة من الثوابت التاريخية ونحن على طريق عشرات الآلاف الذين أرسوا هذا المبدأ. وقال أيضا، إن الحرب الأهلية لم تكن حربا أهلية وإنما كانت لدرء حلف لبناني إسرائيلي وقد نجحنا في ذلك. وقال نحن على استعداد لاستكمال هذا الدور وفقا للمبادئ التي وضعناها، أي تحرير مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وتقوية وتحصين الدولة كي تكون جاهزة للدفاع عن لبنان. وردا على سؤال عن تقييمه لاتفاق الدوحة بعد عام على إبرامه قال إنه نجح، ولكن طبعا تكتشف أن هناك اختراقا من إسرائيل لذلك لا بد من وعي أكثر على صعيد جميع المواطنين وكل القيادات الوطنية والإسلامية.