حققت قوى الرابع عشر من آذار والتي تمثل الأكثرية النيابية اللبنانية فوزا مريحا في الانتخابات النيابية التي أجريت أول أمس الأحد بعدما أعلنت الداخلية اللبنانية أمس الاثنين النتائج النهائية والتي أشارت إلى فوز ''14 آذار'' ب 71 مقعدا من مجموع مقاعد المجلس النيابي البالغة 128 مقعدا في حين حصلت قوى المعارضة على 57 مقعدا. وكانت قوى 14 آذار قد أعلنت في وقت سابق فوزها في الانتخابات النيابية التي جرت بينما جددت المعارضة مطالبتها بتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات. وقال النائب سعد الحريري، ابرز أقطاب الأكثرية، في كلمة ألقاها أمام حشد من أنصاره ومعاونيه ومن النواب الفائزين في الانتخابات في منزله في قريطم في غرب بيروت، ''اثبت اللبنانيون تمسكهم بالحرية والتزامهم الديموقراطي''، مضيفا ''مبروك للديموقراطية، مبروك للحرية''. ووصف الحريري في الكلمة التي نقلت مباشرة عبر تلفزيون ''المستقبل'' نتيجة الانتخابات ب''المشرفة''، مضيفا أن ''الرابح الكبير هو لبنان ولا رابح وخاسر في الانتخابات''. وشكر الحريري أنصاره والأجهزة الأمنية والرسمية التي ساهمت في إنجاح العملية الانتخابية. كما شكر ''كل من أدلى بصوته للوائح المنافسة وساهم في تكريس الديموقراطية". أمّا رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أكّد من جهته أنّ ''هذا اليوم هو بمثابة انجاز تاريخي للشعب اللبناني وللدولة اللبنانية للنجاح الذي تحقق في انجاز هذه العملية الانتخابية التي تشكّل علامة فارقة في تاريخ لبنان الحديث. إذ رغم كل التخوفات والملاحظات التي أثيرت قبل العملية الإنتخابية أثبتت الدولة اللبنانية انها قادرة على تحقيق النجاح والإنجاز، وأثبت الشعب اللبناني أنه قادر على مواكبة دولته في كل انجازاتها الوطنية''. من جانبه، وجه النائب وليد جنبلاط، من أقطاب الأكثرية، نداء إلى أنصاره بعدم ''تعكير نصر'' قوى 14 آذار بالاحتفالات ''الغوغائية والتجمعات الحزبية'' التي يمكن أن تعكر الأجواء في البلد. ودعا جنبلاط أنصاره إلى عدم التجمع وعدم التنقل في مواكب ورفع أعلام، ''لكي لا يعكر التظاهر مشروع الدولة الذي خاضت قوى 14 آذار معركتها على أساسه''، كما دعا إلى انتظار النتائج النهائية الاثنين ''لتحليلها''، محذرا من ''عزل أي طرف في البلد''. في هذه الأثناء، أعربت قوى 8 آذار عن خيبة أملها من نتيجة الانتخابات واعترفت بهزيمتها امام قوى 14 آذار مشيرة إلى ان هذه الخسارة تعتبر خسارة للبنانيين الذين كانوا يأملون بحصول تغيير في البلد، مشددة في الوقت نفسه على احترام ارادة الشعب.من جانبه، اكد النائب محمد رعد الاثنين ان فوز قوى 14 اذار في الانتخابات النيابية سيؤدي الى استمرار ''الازمة'' مع قوى 8 اذار الا اذا التزمت بمبادىء أبرزها عدم المساس بسلاح حزب الله.وقال رعد الذي فاز في الانتخابات ''النتائج من حيث الارقام تؤشر ان الازمة لا تزال تراوح مكانها الا اذا ارادت ''الاكثرية الحالية'' ان تغير سلوكها". في نفس السياق، أعربت مصادر سياسية إسرائيلية عن ارتياحها لنتائج الانتخابات التشريعية في لبنان وانتصار كتل الاكثرية برئاسة سعد الحريري. وقالت المصادر ان هذه النتيجة قد تبشر باستهلال جديد يدل على تراجع قوة العناصر المتطرفة اذ ان الانتخابات كانت بمثابة صراع بين المعسكرين المعتدل والمتطرف. ورجحت المصادر ان تزيد ايران من جهودها لحض سوريا وحزب الله وحماس على التصدي للعناصر المعتدلة في لبنان والمنطقة. واستبعدت المصادر ان يلين حزب الله من مواقفه بعد الهزيمة التي مني بها في الانتخابات. وتعليقا على هزيمة حزب الله، قال وزير النقل الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم انه يجب تجريد حزب الله من سلاحه معربا عن اعتقاده بان هذا الأمر يجب أن يكون شرطا لتسليح الجيش اللبناني بأسلحة أميركية الصنع. وقال كاتز للاذاعة الاسرائيلية العامة ان ''فوز القوى الموالية للغرب في لبنان على القوى الموالية لايران وسوريا التي يقودها الامين العام لحزب الله حسن نصر الله خبر مهم للمنطقة ولاسرائيل''. ومن ناحيته رأى أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب والخبير في الشؤون اللبنانية والسورية البروفيسور أيال زيسر، أن نتائج الانتخابات في لبنان لن تحدث أية تغييرات جوهرية داخل لبنان لكن سيكون لها تأثير على العلاقات مع إسرائيل، وبدءا من الغد سنرى العالم كله يعانق الحكومة اللبنانية وفي موازاة ذلك يمارس ضغوطا على إسرائيل للانسحاب من القسم الشمالي لقرية الغجر ومزارع شبعا وأنه ينبغي مساعدة رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة بكل ثمن وألا تضغط إسرائيل على رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وهو زعيم الغالبية النيابية الحالية فيما يتعلق بتهريب الأسلحة إلى حزب الله في لبنان.