أقر حزب الله بنتيجة الانتخابات اللبنانية التي آلت لقوى 14 آذار، وانتقد التدخل الخارجي وما عده تحريضا طائفيا. بينما اعتبرت قوى الموالاة أن تلك الانتخابات أظهرت بوضوح أن المزاج الشعبي العام يؤيد فريقها الذي حصد غالبية مقاعد مجلس النواب. وأكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أن المعارضة تقبل بنتائج الانتخابات البرلمانية "بغض النظر عما شهدته من تدخلات خارجية وإنفاق مالي وتحريض طائفي". وهنأ نصر الله جميع الفائزين في الانتخابات من الموالاة والمعارضة، وأكد أن انتهاء العملية الانتخابية بنجاح أثبت أن سلاح حزب الله لم يستخدم كما روج البعض لفرض وقائع سياسية معينة. وفي هذا الإطار أكدت بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي أن عمليات شراء الأصوات عكرت عملية الانتخابات، وقالت إن "الموارد المالية لعبت دورا كبيرا للغاية في الحملات الانتخابية". ومن جهة أخرى شدد نصر الله على أن الأكثرية النيابية لا تعني بالضرورة التمتع بأكثرية شعبية قائلا إن قياس الأخيرة يترك لمراكز الدراسات. وأضاف أن قوى المعارضة, رغم أنها لم تحصل على الأغلبية، ستلتزم بالمشروع الإصلاحي الذي آمنت به لبناء مستقبل لبنان. ومن جهته أشاد الرئيس اللبناني ميشال سليمان بتمسك اللبنانيين بثوابتهم الوطنية لحماية البلاد من الأخطار الخارجية المتمثلة بمخططات إسرائيل تجاه لبنان. وقال بيان رئاسي إن هذه الأخطار برزت مؤشراتها في بيان الخارجية الإسرائيلية الذي يستبق تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة بتحميلها مسؤولية ما سمته "أي نشاط معاد ينطلق من أراضيها". يشار إلى أن مسؤولين إسرائيليين كثيرين سارعوا مع بدء الانتخابات اللبنانية إلى التحذير مجددا من خطر حزب الله مع اتجاه التقديرات إلى ترجيح فوزه وحلفائه فيها قبل ظهور نتاجئها المفاجأة التي أظهرت فوز الموالاة. كما لفت سليمان إلى أن هذه الثوابت تحمي لبنان أيضا من الأخطار الداخلية التي تمثلها الاصطفافات الطائفية الحادة والبغيضة. وفي هذه الأثناء تتواصل التكهنات حول الشخصية التي ستكلف بتشكيل الحكومة الجديدة بعد فوز فريق 14 آذار فيها ب71 مقعدا مقابل 57 للمعارضة من أصل مقاعد البرلمان ال128. وقالت مصادر لبنانية مطلعة إن ثمة معلومات تشير إلى أن قوى 14 آذار تريد أن يحتفظ زعيم تيار المستقبل سعد الحريري بحقه برئاسة الحكومة، لكن أوساط قريبة من الحريري أكدت أنه يميل إلى ترشيح رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي الفائز في طرابلس إلى رئاسة الحكومة كمرشح وسطي ومستقل. وأشارت ذات المصادر إلى أن ميقاتي يشكل توافقا سعوديا سوريا وأنه من الصعب ترؤس الحريري للحكومة قبل انتهاء المحكمة الدولية التي تحقق في اغتيال والده رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري وتحسن العلاقة بسوريا. وحسب نفس المصادر فإنه ينتظر أن تكون الأيام العشرة المقبلة فرصة لتكثيف الاتصالات بشأن الاستحقاقات المقبلة ومن بينها من سيكون رئيس مجلس النواب المقبل مع الاتجاه إلى استمرار نبيه بري في هذا الموقع الذي يشغله منذ عام 1992. وتفيد معلومات بأن الحريري لا يمانع في تأييد بري لرئاسة البرلمان رغم ملاحظاته على إغلاق المجلس النيابي لمدة سنتين، فيما لا يزال مسيحيو 14 آذار يعترضون على إعادة تسمية بري على عكس رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط الذي يبدو الأكثر حماسا لعودة بري. وفي هذه الأثناء تواصلت ردود الأفعال المرحبة بفوز فريق 14 آذار بالانتخابات. وهنأ وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند اللبنانيين على حسن سير الانتخابات. وقال في بيان له إنها تعكس التزام الشعب اللبناني بتسوية قضاياه العديدة من خلال العملية الديمقراطية وتبيّن الطريق أمام بقية المنطقة.