التشاؤم سيد الموقف.. وفرنسا تعرج طريق دمشق تتفاقم مخاوف اللبنانيين من المجهول الذي ينتظرهم غدا الجمعة، الموعد الدستوري الأخير لانتخاب رئيس جديد للجمهورية . وقد عبر فرقاء الأزمة عن هذه المخاوف ودعوا إلى ضرورة تقديم الطرفين لتنازلات من أجل تجنب أي انقسام أو اضطراب أمني لا قدر الله قد تشهده البلاد ما بعد الرابع والعشرين من الشهر الجاري . وفي نبرة جديدة ،قال النائب وليد جنبلاط في تصريحات صحفية الأربعاء أن "حماية السلم الأهلي في لبنان واتفاق الطائف تقتضي من الجميع تقديم تنازلات"، مشيرا إلى أنه لا يمانع في ترك القرارات الدولية للحوار الوطني بعد انجاز الاستحقاق الرئاسي مباشرة .. " لا نريد تنفيذ القرارات الدولية على جثث اللبنانيين ". وقال جنبلاط انه لن يعترض على أي تسوية، وان لا اعتراض عليه على أي اسم من أسماء لائحة البطريرك الماروني نصر الله صفير بما في ذلك الوزير السابق ميشال اده الذي بدأ التداول باسمه بقوة خلال الأيام الأخيرة. وكان جنبلاط ومعه الاكثرية النيابية إلى وقت قصير يشدد على وجوب أن يكون الرئيس المقبل ضامنا لتنفيذ القرارات الدولية بما فيها القرار 1559 الصادر في سبتمبر 2004 والذي ينص على نزع سلاح كل الميليشيات في لبنان بما فيها سلاح حزب الله .. ومن جانبه ، عبر النائب عن حزب الله "معارضة" ، حسن حب الله عن مخاوفه في حال عدم حصول انتخابات.و لكنه أكد أن " الانتخاب بنصاب النصف زائد واحد مثلما تطالب الأكثرية مستحيل، وبقاء الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة مستحيل، وهو يدخل البلاد في مغامرة ". وعن الحل البديل، قال حب الله "إذا لم يحصل توافق، لا بد من فكرة لا تعرض البلاد للخطر، مثل تشكيل حكومة وحدة وطنية تمسك بزمام الأمور سريعا ويتفق عليها جميع اللبنانيين" .. ويمتد التشاؤم والخوف إلى باقي اللبنانيين ،حيث يتداول الناس في الشوارع مختلف السيناريوهات المرتقبة .. ومن جهة أخرى تتواصل التحركات الدبلوماسية الدولية والإقليمية في اللحظات الأخيرة من أجل إنقاذ الاستحقاق الرئاسي في لبنان ، وكان أبرزها اللقاء بين الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.كما التقى وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير المسؤول عن العلاقات الدولية في حزب الله نواف موسوي وكذلك رئيس المجلس النيابي نبيه بري والنائب سعد الحريري عن الأكثرية.. وفي دمشق تلقى الرئيس بشار الأسد أول اتصال هاتفي من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، كما بعث الأخير أمين عام الرئاسة الفرنسية كلود غيان إلى دمشق مساء الثلاثاء، حيث أجرى مباحثات جديدة مع الأسد حول مستجدات الاستحقاق الرئاسي اللبناني الذي تأجل البت بشأنه إلى غدا الجمعة . وقالت مصادر سورية إن زيارة غيان "أرفع موظفي الرئاسة وأقربهم إلى ساركوزي" إلى دمشق تهدف إلى إنقاذ المبادرة الفرنسية التي أثبتت فشلها في لبنان. ويقول دبلوماسي فرنسي في باريس "إذا تبين أن سوريا تملك القدرة على التأثير ايجابيا على بعض حلفائها حينها سنعلن للملأ أنها قامت بعملها". ويضيف "نطالب سوريا بان تبذل جهدا موازيا لجهدنا لحل هذه القضية". وكان غيان زار دمشق في الرابع من الشهر الجاري برفقة جان دافيد ليفيت، المستشار السياسي للرئيس ساركوزي والتقيا الأسد وعدد من كبار المسؤولين السوريين، وقالت سورية حينها إن المباحثات أدت إلى توافق سوري فرنسي، حول ضرورة حث اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية بالتوافق وحسب الدستور وضمن المهل الدستورية. وبينما تلجأ الدبلوماسية الفرنسية إلى دمشق بهدف إنقاذ دورها ومبادرتها لحل أزمة الرئاسة اللبنانية ، يخشى الفريق اللبناني المناهض لدمشق من أن الإستراتيجية التي تتبعها باريس من شانها أن تكرس مجددا تثير نظام الرئيس بشار الأسد على لبنان بعد أن أمضت فرنسا والولايات المتحدة سنوات في العمل على تقليصه. وترى النائبة صولانج الجميل "من الاكثرية" أن باريس وعبر تكثيف مبادراتها نحو دمشق تغامر بصفقة خاسرة تؤدي إلى تعزيز النفوذ السوري. وبخلاف ذلك ويقول النائب حسن حب الله، من حزب الله المعارض، لوكالة الأنباء الفرنسية أن " الفرنسيين الأمريكيين اقتنعوا بان في إمكانهم أن يتوصلوا غالى توافق في لبنان... وبعدما كانوا يطالبون سوريا عدم التدخل في الشؤون اللبنانية أصبحوا الآن يطلبون منها التدخل". ولكنه أكد الأمريكيين لا يريدون تفاهما .. ل//ل