تختتم مساء اليوم، فعاليات الأبواب المفتوحة على الأكاديمية العسكرية لشرشال حاملة تسمية «الرئيس الراحل هواري بومدين» بعد ثلاثة أيام من الشرح والعروض الوافية حول الوسائل البيداغوجية المتوفرة، وأنماط التكوين المعتمدة لفائدة الطلبة الضباط، الذين يلتحقون بها عقب النجاح في امتحان البكالوريا. وكان مترشحو البكالوريا الذين يترقبون ظهور نتائج الامتحان نهاية الأسبوع الجاري بمعية أوليائهم الذين قدموا من مختلف ربوع الوطن، قد صالوا وجالوا بمختلف الهياكل القاعدية للأكاديمية، والتي يستغلها الطلبة الضباط لتقوية معارفهم. حسب ما رصدته «الشعب» بعين المكان. كانت البداية بالمتحف المركزي للمؤسسة والذي يحمل اسم العقيد «محمدي سعيد» الذي خدم الجزائر خلال الثورة وما بعدها وهو المتحف الذي يترجم صورا حية لتاريخ الجزائر العريق والطويل بدء بالمرحلة النوميدية القديمة وانتهاء بمرحلة ما بعد الثورة مرورا بعدة مراحل مفصلية شهدت تألق الشخصية الجزائرية في مطاردة الاستعمار الغاشم وكانت أبرزها المقاومات الشعبية للمحتل الفرنسي والحركة النضالية السياسية قبل الثورة لتختتم بالثورة المسلحة التي أبهرت العلم أجمع. ولعل تردّد الوفود الأجنبية الرفيعة المستوى على ذات المؤسسة على مدار عدة عقود خلت من الزمن دليلا قاطعا على مستواها التكويني الراقي والذي يحظى باحترام وتقدير الجميع، كما أدرجت ضمن فقرات برناج الأبواب المفتوحة زيارات خاطفة وموجهة لمختلف المخابر العلمية التي تحوي اجهزة تطبيقية جد متطورة اقتنتها المؤسسة العسكرية خصيصا لتمكين الطلبة الضباط من ضبط انسجام تكوينهم النظري والعسكري مع الجوانب التطبيقية التي تستغلّ باتقان في الميدان عقب مرحلة التخرّج. ويشهد المركب الثقافي الذي يحوي على مركز للتوثيق به أكثر من 119 ألف كتاب و27 ألف عنوان وهو مجهز بقاعات للمطالعة وقاعات للأنترنت لمختلف ألوية الأكاديمية اضافة إلى مركز للأرشيف وقاعدة بيانات سنجاب تسمح بتسيير الرصيد الوثائقي بطريقة علمية على ثراء خزائن المعرفة التي توفرها المؤسسة لضباطها من حيث النوع والكم وطريقة التسيير أيضا. الأكاديمية تستقبل المنتسبين الجدد إليها من حاملي البكالوريا لهذه السنة بملحقة عبان رمضان، أين يتم التكوين العسكري القاعدي المشترك لمدة سنة كاملة، قبل أن يلتحق الموجهون للقوات البرية لمواصلة التكوين وفق نمط «أل.أم.دي» بدواليب الأكاديمية لفترة 3 سنوات فيما يوجه الآخرون إلى مختلف المدارس العليا المتخصصة، وكانت أول دفعة وفق نظام «أل.أم.دي» قد تخرّجت من الأكاديمية العسكرية لشرشال خلال الموسم 2010 / 2011 فيما شرعت الأكاديمية عقب ذلك في اعتماد مرحلة الماستر لفائدة الطلبة الضباط الأوائل في دفعتهم. وحظيت الأكاديمية العسكرية لشرشال بأخذ تسمية الرئيس الراحل هواري بومدين مؤخرا عشية تخرّج 3 دفعات منها للموسم الجاري، وسميت بالأكاديمية العسكرية لشرشال بداية من سنة 2013 طبقا لمرسوم رئاسي صدر بهذا الشأن فيما كانت تدعى «الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال» منذ سنة 1979، حين قررت القيادة العسكرية العليا إعادة النظر في مدة التكوين، بحيث انطلقت بها منذ السنة الموالية دورات عليا للأسلحة لفائدة الضباط السامين، بمعية دروس الاتقان لفائدة ضباط مديرية الايصال والإعلام والتوجيه، ليتم نقلها بداية من سنة 1991 بقيادة القوات البرية بحيث تكفلت بضمان التعليم العالي لضباط القيادة والأركان والتعليم الأساسي للطلبة الحائزين على شهادة البكالوريا والتكوين الخاص للطلبة الحائزين على شهادات جامعية.