تواصلت فعاليات مهرجان جميلة العربي، في نسخته الثانية عشرة، بسهراته الفنية العربية التي تضم في كل مرة ثلة من ألمع النجوم، حيث شهدت ليلتا الأربعاء والخميس، حفلتي السهرتين الخامسة والسادسة من عمر المهرجان، والذي من المنتظر أن يشهد، اليوم، ليلته الختامية بعد ثمانية أيام من الحفلات التي أحياها فنانون من الجزائر وبعض البلاد العربية، وكانت فرصة طيبة للفنانين الجزائريين للاحتكاك بإخوانهم العرب الذين كانوا أحسن سفراء لبلدانهم فنيا، وساهموا في لم الشمل العربي بارد جميلة الأثرية، وتجسيد وحدة الفن العربي. وقد تداولت، خلال السهرتين على الركح مجموعة من فناني الجزائر وفلسطين والعراق ولبنان، فاستمتع الجمهور بأغان فلسطينية عريقة ووطنية وخاصة بالفنان هيثم خلايلي، في حين كان المطرب همام سفير الأغنية العراقية الجميلة، فاتحف جمهوره بأغان ثراثية، وخاصة به، ومنها أغنية عن الجزائر، كما كان للفنان اللبناني الكبير وليد توفيق نصيب في السهرة السادسة بأغاني جميلة تفاعل معها الجمهور المحب للأغنية الشامية التي يمثلها هذا الفنان المخضرم، أما الأغنية الجزائرية بطبوعها المتنوعة، فمثلها كل من الشاب وحيد، ابن مدينة سطيف، والذي شارك عدة مرات في المهرجان، والشابة سهام، وحسيبة عمروش التي أتحفت الجمهور بأغان قبائلية جميلة وراقصة، فكانت أحسن سفيرة لها في هذا المهرجان. وتضمن البرنامج، كذلك في سهرته السادسة، حفلات من إحياء الفنانة فلة الجزائرية وعبدو درياسة الذي يشارك بشكل دائم في السنوات الأخيرة في هذا المهرجان، وكذا الفنانة كنزة مرسلي. وينتظر أن يحيي، اليوم، السهرة الأخيرة والختامية، ممثل الأغنية العربية والتونسية الفنان صابر الرباعي، وكذا ممثل الأغنية السطايفية المحبوبة بكاكشي الخير، لتكون وصلات الفن الصراوي المشهور بعاصمة الهضاب مسك الختام. وفي تصريحات قبيل انطلاق الحفلات، عبر بعض الفنانين عن سعادتهم الكبيرة بتواجدهم في مدينة جميلة للمشاركة في سهرات المهرجان، والتقرب أكثر من الجمهور بشكل مباشر. الفنان العراقي همام، أكد أنها فرصة طيبة جدا أن يتواجد للمرة الثانية في الجزائر، بعد إحيائه حفلا بقسنطينة عاصمة الثقافة العربية، وأنه يشعر بأنه في بلده وبين أهله، وينقل تحيات الشعب العراقي إلى شقيقه الشعب الجزائري، وأنه معجب جدا بمدينة جميلة، ومنظمي المهرجان، وأنه سيتحف الجمهور بأغانيه العراقية التراثية وأغنية عن الجزائر يقول فيها: أنت جزائري يعني أنك حر وعن حقك ما تحيد. أما سفير الأغنية الفلسطينية، الفنان هيثم خلايلي، فعبر عن شكره للجزائر وشعبها على حبهم الدائم لفلسطين، وانه سعيد بالغناء على مسرج جميلة، شاكرا من وجه له الدعوة، وأنه سيغني للجمهور الحبيب في بلد المليون ونصف المليون شهيد أغان فلسطينية، وأخرى خاصة به، متمنيا أن يعجب الجمهور بما يقدمه في السهرة. الشاب وحيد، ابن مدينة سطيف، عبر عن سعادته بالمشاركة في السهرة، رفقة مطربين من الوطن العربي، وكذا رغبته في إسعاد العائلات السطايفية الحاضرة للحفل، وأنها ليست المشاركة الأولى له في المهرجان. أما الشابة سهام، فعبرت عن اندهاشها لنقص الحركة، هذا العام، بمدينة جميلة، خلافا للسنوات السابقة، بحكم مشاركها عدة مرات، وقد شربت من عين الفوارة، ولهذا تعود إليها وأنها ستقدم أغاني جديدة، من ألبومها الأخير، في هذه الحفلة، وأغانيها المعروفة بها، على غرار «دانا دانا» و«عمري توحشتك» وغيرها، وأنها سعيدة بالمشاركة مع فنانين عرب، وأن هذا المهرجان يشبه باقي المهرجانات العربية على غرار مهرجان قرطاج. حسيبة عمروش، ممثلة الأغنية القبائلية صرحت أنها ستقدم في المهرجان الذي لم تشارك فيه منذ 3 سنوات، أغاني أمازيغية، وأنها تتمنى الفرحة دائما لبلدها الجزائر. من تصريحاتهم المخرج سعيد خلاف: تأثري بالسينما الأمريكية منحني بعد النظر في إجراء العديد من المقارنات والمقاربات عبر السعيد خلاف مخرج الفيلم المغربي «مسافة ميل بحذائي» عن غبطته وسعادته بحصول فيلمه على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان وهران للفيلم العربي الذي كانت طبعته التاسعة متميزة جدا. ويتناول الفيلم دراما إنسانية بطلها طفل يعيش حياة التشرد ليواجه عنف الشارع، لكنه يصارع من أجل العيش بكرامة ونزاهة، خارج أوكار الجريمة والانحراف. خلاف الذي هو في الأصل كاتب سيناريوهات العديد من الأفلام منها «مملكة راية»، «رحلة إلى طنجة» و»الوجه الآخر» وغيرها من الأفلام يؤكد ل»الشعب» أن فيلمه مستنبط من وقائع الانفجارات التي تعرضت لها مدينة الدار البيضاء التي كانت بمثابة الشرارة التي أوقدت نار الكتابة لديه مشيرا الى انه بحكم علاقاته وعيشه في كندا، تأثر كثيرا بالعمل السينمائي الأمريكي الذي منحه بعد النظر في إجراء العديد من المقارنات والمقاربات بين الشعوب الأمريكية والأوروبية والعربية، من خلال مكونات المجتمعات ورموزها ورؤاها المستقبلية وكيفيات التعامل مع الواقع التي تلعب الأدوار الأساسية في الإبداع الثقافي وترقية الفعل السينمائي من هذا المنطلق فان موضوع الفيلم فرض نفسه عليه حيث بدأت فكرة كتابة النص من أحداث 16 ماي 2003 محاولة من المخرج تقديم عمل راقي للمجتمعات المختلفة عن حقيقة ما تعانيه هذه الفئة المحرومة والمضطهدة التي أجبرتها الأيام والظروف على حياة التشرد من خلال استغلال التكنولوجيات الحديثة في عالم الإخراج. المخرج الجزائري حسان فرحاني: مواصلة تقديم الأحسن والأجود للجمهور أكد المخرج السينمائي حسان فرحاني الذي تحصل فيلمه الوثائقي «في راسي دوار» بكل جدارة واستحقاق على «الوهر الذهبي»، أنه بمجرد دخوله عالم التنافس في المهرجان مع أفلام لمخرجين كبار هو في حد ذاته انتصارا قال فرحاني في تصريح ل»الشعب»، معبرا عن سعادته بالفوز وكسبه المزيد من الجمهور الحكم الأول على نجاح العمل أو فشله، أن العمل السينمائي لا يتوقف أبدا وبالتالي فإن الفوز بالجائزة مهم لكن الأهم المواصلة في تقديم الأحسن والأجود للجمهور. حول واقع السينما الجزائرية، أشار المخرج إلى من وصفهم بالدخلاء الذين لا علاقة له بعالم الفن السابع قائلا أن أعمالهم تفضحهم وبالتالي لا يستطيعون الصمود أمام السنيمائيين المحترفين الذين يجابهون الصعاب لاعلاء رسالة الفن وتنوير الفكر الإنساني. وقد دخل حسان فرحاني عالم السينما وهو شاب صغير انطلاقا من نشاطه المتميز في واحد من أعرق نوادي السينما بالجزائر العاصمة. أخرج أول أفلامه في فئة الأفلام القصيرة سنة 2006 بعنوان «خلجان الجزائر» وشارك به في العديد من المهرجانات الدولية. واشتغل قبل ذلك مساعدا في عالم الإخراج ليخرج بعدها فيلما ثانيا في فئة الأفلام القصيرة بعنوان «فندق إفريقيا» ثم فيلما آخر في فئة الأفلام الوثائقية بعنوان «طارزان دون كيشوط ونحن» ليطل بعدها بالفيلم «في راسي دوار» الذي شارك به في العديد منن المهرجانات الدولية ونال جوائز في مهرجاني قرطاج التونسي وبواتييه بفرنسا.