أفاد فتحي بن قراش، مدير ملحقة محو الأمية وتعليم الكبار لولاية سيدي بلعباس، أن مصالحه شرعت في القيام بإستبيان عام لإستراتيجية محو الأمية في خطوة لإجراء دراسة تقييمية لمدى نجاح الإستراتيجية على المستوى المحلي قبل رفع نتائجها للديوان الوطني لمحو الأمية تمهيدا لإجراء دراسة وطنية شاملة. أكد مدير الملحقة، على هامش إفتتاح الأيام التكوينية الموجهة لفائدة الأساتذة المؤطرين لأقسام محو الأمية، أن الإستبيان والنتائج المنبثقة عنه سيكون بمثابة الأرضية التي سيعتمدها الديوان مستقبلا لرسم خارطة طريق جديدة تفتح المجال لدخول مرحلة ثانية خاصة بالجيل الثاني، بعد إنقضاء مرحلة الجيل الأول والتي دامت ثمانية سنوات منذ تاريخ إطلاق الإستراتيجية سنة 2008. وأضاف أن الإستبيان سيشمل مختلف الشركاء الإجتماعيين من جمعيات محلية ناشطة في المجال ،معلمين وكذا عينة من الدارسين بفصول محو الأمية، حيث يهدف أساسا إلى الوقوف على جملة النقائص والعراقيل التي شهدتها الإستراتيجية في عقدها ومرحلتها الأولى ووضع استراتيجية من الجيل الثاني تحمل جملة من الإصلاحات التي تتماشى والأدوار المستجدة للديوان والنظرة المستقبلية لمحو الأمية وتعليم الكبار. وأردف متحدثا ل»الشعب» أن الملحقة سجلت خلال الموسم المنصرم تراجعا هاما في نسبة الأمية بالولاية بعد أن قاربت نسبة التحرر 70 بالمائة، وهو ما يعكس الجهود المبذولة في هذا المجال لتدريس أزيد من 8 آلاف دارس يتوزعون على 819 فصل بالمستويات التعليمية الثلاثة، فضلا عن فئات ذوي الإحتياجات الخاصة الذين فتحت لهم الملحقة أبوابها سعيا منها للتكفل بكل الفئات التي تعاني من الأمية على اختلاف خصوصيتها التعليمية. وتأكيدا منها على أهمية الجانب التكويني، برمجت الملحقة ملتقى تكوينيا يدوم أربعة أيام يتلقى من خلاله حوالي 400 معلم مكلف بتأطير فصول محو الأمية المنهجيات والأساليب الصحيحة الموجهة لتعليم فئة الكبار ضمن محاور، تنصب مجملها في هدف واحد يقضي بتوحيد منهج التدريس وضمان تحصيل جيد لفئة الدارسين في فصول محو الأمية، على أن يتطرق المكونون خلال المحور الأول لنشاط القراءة في المستوى الأول ومختلف الإشكاليات التي تعيق المتمدرس لتلقي هذا النشاط فضلا عن تقديم شروحات مفصلة عن مذكرة هذا النشاط الذي يعد أكثر من ضروري في التحصيل الأولي للدارس، هذا ويعنى المحور الثاني بدراسة نص في المستوى الثاني والثالث أين يتلقى المتكونون كل المفاهيم عن المنهجية المتبعة لمراحل سير الدرس بداية بالمرحلة التمهيدية، مرحلة بناء التعلم ثم استثمار المكتسبات. وستتبع هذه الأيام التكوينية بأيام مماثلة خلال شهر الداخل وسلسلة من الندوات العلمية طيلة أيام السنة ستخصص للجانب التطبيقي بما في ذلك كيفيات صياغة المذكرة صياغة صحيحة وفق المنهجية المتبعة، والتركيز على نشاط القراءة باعتباره أهم نشاط يتلقاه الدارس بفصول محو الأمية وكذا أنشطة أخرى كالكتابة والإملاء.