كل المؤشرات بشوارع وأحياء مدينة أدرار وقصورها المترامية الأطراف تدلّ على أن شهر رمضان المعظم على الأبواب بداية من التحضيرات المنزلية الخاصة بضمان راحة تامة خلال هذا الشهر الفضيل، سيما وأنه يتزامن مع ارتفاع محسوس في درجة الحرارة، ما جعل الكثير من العائلات تقبل على اقتناء أجهزة التبريد الحديثة التي قال عنها بأنها لا تستهلك كميات الطاقة بنسبة كبيرة، بالاضافة أنها مرطبة للجوّ ولا تضرّ برودتها بجسم الانسان. وقد سارعت العائلات الأدرارية للحصول على جهاز تبريد أو ما يشاع في الشارع هذه الأيام ب''دوبل كور'' فلا تكاد تمر بحي من الأحياء أو شارع ما، دون أن تصادفك أعداد من هذه الأجهزة مزينة للجدران، وما زاد هذا العام في الإقبال عليها هو التحسّن النوعي في توزيع الطاقة الكهربائية بعد أن كانت ضعيفة في العديد من الأحياء، بفضل البرامج المسطرة من طرف شركة سونلغاز لتقوية الطاقة في العديد من قصور وأحياء أدرار، بالاضافة إلى تخفيض تسعيرة الكهرباء على سكان ولايات الجنوب، التي تستهلك نسبة كبيرة من الطاقة. وهكذا سجلت سوق المكيّفات الهوائية إنتعاشا حسب ما أكده لنا أصحاب محلات بيع الأجهزة الإلكترونية، مشيرين إلى أن الكثير من العائلات الأدرارية مجبرة على الإستدانة من الآخرين أو اللجوء للشراء بالتقسيط، أو إلى رهن أغراضهم الثمينة مثل الذهب والحليّ الخاصة بربّة البيت وهي الطرق الأكثر إستعمالا خلال السنوات الأخيرة. علما أن سعر المكيّفات الهوائية يتراوح مابين 29 ألف و50 ألف دينار. أما العائلات ذات الدخل المحدود أو عديمة الدخل، فتلجأ إلى إقتناء آلات التبريد الميكانيكية أو الكيفات المائية التي لا تستهلك كمية كبيرة من الطاقة وبثمن مقبول جدا، مصنوعة محليا في ولاية أدرار إلى درجة أنها تصدر منها إلى دول الساحل الإفريقي المجاورة للجزائر. أما إذا تحدثنا عن مادة الحليب، فقد سجلنا تهافتا كبيرا على محلات بيع الحليب التي تعمل منذ أيام على جلب شاحنات من حليب الأكياس سواء من المدن الشمالية أو من منطقة إڤلي ببشار، حيث يوجد بها مصنع وحيد في الجنوب الغربي يغطي ثلاثة ولايات، وهي: بشار وأدرار وتيندوف، ما جعله يعجز على تلبية جميع الطلبات، وبالرغم من أن إجراءات فتح مصنع للحليب بأدرار كانت قد اتخذت العام الماضي لتدارك هذا النقص خلال رمضان العام الحالي، إلا أن المشروع لم يتجسّد بعد، وبالتالي لا يستبعد أن تعود أزمة الحليب خلال الأيام الأولى من شهر الصيام إلى الواجهة بمدينة أدرار، كما هو الحال في السنوات الماضية، ويصبح سعر الكيس الواحد من الحليب الذي كان في متناول الجميع بضعف سعره.. فإلى متى تبقى أزمة الحليب تلازم سكان أدرار، خاصة في شهر الصيام؟