تستعد العائلات الأدرارية لاستقبال شهر رمضان المعظم شهرين قبل حلوله وذلك بتحضير كل المستلزمات ومتطلبات بداية بتحضير الأعشاب، والعقاقير التي تحضر بها الحريرة ''الحساء''، كما هو معروف عند أهل منطقة توات (الاسم القديم لمنطقة أدرار)، بحيث تعتبر وجبة الحساء أم المأكولات على مائدة الافطار والتي لا تستغني عنها أي عائلة أدرارية، بالاضافة الى تحضير »السفوف«، وهي عبارة عن وجبة تؤكل عند السحور وتحضر قبل رمضان وذلك بسحق التمر الجاف ويوضع معه مادة الكليلة (الحليب المجفف) حتى يصير اجزاء صغيرة، لأنها تعتبر أكلة تساعد على تحمل الجوع طيلة نهار رمضان، فضلا عن تحضير كذلك اللبن المستعمل خلال أيام رمضان، أيام قبل بداية الشهر الفضيل والذي يكون عادة متكونا من حليب الماعز أو حليب البقر ويضاف إليه بعض العقاقير من بينها الكليلة والليم حتى يعطي طعم جيد ويتجدد صنعه كل يومين أو ثلاثة على حساب الطلب. كما أن التحضيرات الخاصة برمضان تخص أيضا نظافة وتنظيم السكن العائلي وترتيبه وتغيير ديكوره حتى يحس أفراد العائلة بأنهم في شهر الصيام وهذا ما تعرفه مختلف المساجد التي يتم ترميم البعض منها وطلائها وتفريشها وتنظيفها لاستقبال الصائمين من أجل آداء الصلوات، هذا فيما يخص التحضيرات لهذا الشهر، أما أيامه فتكون مميزة خاصة وأن هذا العام تزامن وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير فاقت في الأسبوع الأول منه ال 45 درجة، الشيء الذي أدى الى نقص الحركة مبكرا من شوارع المدينة وخلود جلّ الناس الى النوم ما يعطي طابعا خاصا يوحي بأن الجميع صيام وتتوقف الحركة عند الساعة الواحدة زوالا حتى أن الكثير من العمال وبالرغم من تحديد وقت العمل في ولايات الجنوب من الثامنة صباحا حتى الثالثة زوالا، فإن الكثير منهم تجده مجبر على مواصلة العمل حتى الساعة الخامسة أو السادسة مساء سيما في الادارات العمومية والمؤسسات الاقتصادية، فالكثير من العمال طلب ترخيصا من مسؤوليه للبقاء في عمله حتى الساعة الخامسة مساء كون وقت الثالثة يكون الحر مرتفعا بالاضافة الى غياب سيارات الأجرة عند هذا الوقت خاصة أولائك الذين يقطنون بعيدا عن مقر عملهم، كما أن أيام الشهر الفضيل تميزها بأدرار تلاوة القرآن الكريم جماعيا بالمساجد في كل الأوقات عكس الأيام الأخرى التي تكون تلاوة القرآن فيها تختصر عند الفترة المسائية فقط، كما أن المساجد تعرف إقبالا كبيرا للمصلين من مختلف الأعمار عند صلاة التراويح ليلا وحتى العنصر النسوي الذي كان لا يعرف أبواب المساجد في السابق، فضلا عن التواصل بحلقات الذكر والوعظ والدروس المحمدية في معظم المساجد بعد صلاة التراويح والتي تتواصل حتى ساعات متأخرة من الليل وتتواصل حتى نهاية الشهر الكريم وما يميز شهر رمضان خلال السنوات الأخيرة هو إحياء العشر الأواخر منه من طرف الشباب بالمساجد، وكذا إحياء ليلة القدر المباركة في ال 26 منه.