تنطلق، السبت 3 ديسمبر، فعاليات المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال، بالجزائر العاصمة، الذي سيحث على مدى ثلاثة أيام، سبل تعزيز التجارة البينية بين بلدان القارة وإحداث الاندماج الاقتصادي، مثلما سيعيد رسم الاستراتيجية الاقتصادية للجزائر تجاه إفريقيا. يحضر "لقاء الجزائر"، الذي سيجري بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، أزيد من 2000 رئيس مؤسسة من داخل الوطن وخارجه، منهم 750 رجل أعمال إفريقي يمثلون أكثر من 40 دولة. وأكدت الحكومة الجزائرية أن المنتدى يهدف إلى خلق حركية اقتصادية إفريقية جديدة، وستتخله 6 جلسات إستراتيجية و20 ورشة عمل مشتركة، حيث سيتم تعزيز دور الجزائر الريادي وطموحها إلى تنمية شاملة للقارة قائمة على الأبعاد البشرية والتكنولوجية والاقتصادية. اللقاء الذي يعتبر الأضخم في إفريقيا، يتماشى واستراتيجية النمو التي أعدها الاتحاد الإفريقي إلى غاية آفاق 2063، والتي تشدد على أهمية الاندماج الاقتصادي لبلدان القارة، وإقامة مشاريع قاعدية لتسهيل المبادلات التجارية وفك عزلة العديد من الدول التي تفتقد لمواقع جغرافية هامة. وعلى صعيد رجال الأعمال، فإن فرص إقامة مشاريع شراكة ناجعة ونباعة من دراسة السوق الإفريقية والاحتياجات الأساسية للسكان، ستكون عالية جدا خلال الورشات أو اللقاء الثنائية الهامشية. وسيجد المتعاملون الاقتصاديون الجزائريون، أنفسهم أمام خيارات عديدة لاقتحام الاستثمار في إفريقيا من أوسع أبوابه، مع بحث سبل النجاعة ومواجهة المنافسة الشرسة مع مؤسسات دولية، برفع مقترحات إلى الحكومة لمراجعة الإطار القانوني لضمان التسهيل والمرافقة. ويجمع خبراء اقتصاديون، على قدرة الجزائر في صناعة الفارق اقتصاديا باستثمارها في عمقها الإفريقي، وتستطيع مؤسساتها القوية في مجالات الطاقة وصناعة الأدوية والوسائل الكهرومنزلية والإلكترونية، أن تظفر بمكانة مرموقة من جهة والسيطرة على أسواق واسعة. ومع الوعود التي قدمتها المصالح المالية للدولة بمراجعة نظام الصرف وتسهيل الإجراءات الجمركية، تعزيز التوجه نحو التصدير إلى الخارج، خاصة في ظل إلحاح عدد معتبر من القادة الأفارقة على الخبرة الجزائرية في عديد المجالات. وسبق لعدد من المصدرين الجزائريين، أن طرحوا انشغالاتهم خلال لقاء مع وزير التجارة بختي بلعايب ومحافظ بنك الجزائر والمدير العام للجمارك، وأكدوا توفر البلاد على قدرات هائلة يمكن استثمارها بشكل أنجع في القارة السمراء، في حالة الحصول على المرافقة اللازمة. في المقابل، تراهن الجزائر على وزنها السياسي والدبلوماسي في القارة، لإنجاح اللقاء والشروع في تنفيذ سياستها الاقتصادية الجديدة الرامية إلى خلق شراكة حقيقة مع بلدان القارة تراعي المصالح المتبادلة. وستكون في ذات الوقت، مطالبة بتسويق جيد لإمكانياتها وهياكلها التحتية ذات البعد القاري، على غرار ميناء الوسط بتيبازة الجاري إنجازه ومطار هواري بومدين الجديد وكذا الطريق العابر للصحراء الذي تبقى منه 200 كلم بين الجزائر والنيجر. وسيمتد المنتدى الإفريقي للاستثمار إلى غاية الخامس من الشهر الجاري، وسيتوج بندوة صحفية بفندق الجزائر على الساعة الواحدة والنصف بعد الزوال.