تحتفل الجزائر، غدا، بمولد خير الأنام محمد - صلى الله عليه وسلم - وتعد هذه الاحتفالية فرصة تبرز من خلالها تمسك الشعب الجزائري بالأخلاق المحمدية، المتمثلة في التواصل والمحبة، والوحدة ونبذ الفرقة والانقسام. تتميز الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف لهذه السنة، ببرامج مكثفة ومتنوعة، منها محاضرات ينشطها أساتذة وباحثون في سيرة المصطفى – عليه الصلاة والسلام –، لاستلهام العبر منها، والاقتداء بسنته وعبقريته ورسالته التي دان بها العالم لهديه بالحِلم والقدوة الحسنة، وذكائه الذي أبهر به أعداءه ووقفوا حائرين أمام مواقفه الإنسانية، منها إطلاقه سراح الأسرى بعد الغزوات... وغيرها من المواقف التي جعلت أعداء الدين، يضربون أخماسا في أسداس، وكثيرا منهم من دخل الإسلام، متأثرا بأخلاق الرسول، التي شهد له بها العديد من زعماء العالم منهم غاندي. الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في الجزائر، تقليد موروث أباً عن جد، وتأسيس عاطفي وروحي وتربوي، يعبّر به عن سمة حب الرسول (|)، الذي يسكن وجدان الجزائريين، الذين تعلموه عن صحابته الكرام، الذين كانوا يتسابقون لمجالسته والنظر لوجهه الكريم والاغتراف من هديه، ونصرته والدفاع عن الدين الذي ارتضاه الله لنا. أهم ما يمز الاحتفالات بالذكرى هذه السنة، أنها تستمر لشهر وذلك تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، الذي يخصها، كلما تجدد موعدها، باهتمام بالغ، كون الدين الإسلامي الذي يعد من ثوابت الأمة المكرس دستوريا، هو الذي كان حصنا منيعا أحبط كل محاولات رجال الدين المسيحيين في نشر النصرانية، عن طريق التبشير خلال فترة الاحتلال الممتدة على مدار 132 سنة. وقد تشكلت لدى الجزائريين عبر التاريخ مرجعية دينية تتسم بالاعتدال والوسطية، ونبذ العنف والتطرف الذي لا يمتّ بصلة إلى الدين الحنيف. وقد حذر وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، من “التشويه” الذي تتعرض له قيم الدين الإسلامي قائلا، إن “دوائر لا نعرف عناوينها ونعلم مقاصدها صنعت من أناس، لم يتعلموا في مدارسنا القرآنية وحلقات الذكر والزوايا، جيشا غريبا يقطع الرقاب ويحرق الأسرى ويسبي الحرائر ثم يقال إنها “الدولة الإسلامية” لتشويه صورة الإسلام وتقديمه بأنه عدوّ للإنسانية”. ودعا إلى استغلال هذه المناسبة الدينية واغتنام شهر النصرة، الذي ولد فيه خير الأنام محمد – عليه الصلاة والسلام - لنشر المحبة والأخوة والوحدة بين أبناء الوطن الواحد، لقطع دابر كل من يحاول بث الفُرقة والانقسام فيه من خلال محاولة نشر إيديولوجيات، لا تمتّ بصلة إلى المرجعية الدينية الوطنية، من خلال محاولة إدخال مذاهب وأفكار لا تمت لسنّته صلى الله عليه وسلم، والدعوة إلى التشيّع، مبرزا أنه فرصة لصناعة الاستقرار الاجتماعي.