رغم المشاريع السكنية العديدة التي استفادت منها ولاية سكيكدة، وبمختلف الصيغ، ومرور ثلاثة ولاة على إدارتها، في ظرف 04 سنوات، إلا أن ذلك لم يشفع لها بتخطي الأزمة السكنية التي تعاني منها، فالطلب يتزايد وكان بالأحرى توزيع الجاهز، في انتظار استكمال كل المشاريع. قد تقرّر أن تكون السنة الجارية سنة السكن والإسكان، وهذا نظرا للمشاريع قيد الإنجاز، وكانت العملية بترحيل أكبر جزء من حي حسين لوزاط الهش، إلاّ أنّ مواطني المدينة على نار من الجمر، للأقطاب الثلاث الزفزاف، واد الوحش، وبوزعرورة لأن أغلب المشاريع انتهت بها الأشغال، والأخرى في نسبة كبيرة من الإنجاز، ورغم كثرة خرجاته الميدانية لمشاريع السكن، واضفاء الحيوية وتقدم وتيرة الإنجاز، إلا أنه لم توزع تلك السكنات خلال هذه السنة ليتقرر فيما بعد توزيع السكنات بأواخر شهر فيفري من السنة المقبلة، ويبقى حلم المواطنين يتلاشى رغم المشاريع الهامة التي استفادت منها الولاية، وبالأخص مدينة سكيكدة، التي تعاني السكن الهش، ومدينتها مهددة بالانهيار عند كل موسم أمطار. والاستعدادات التي تمت لتوزيع 6250 وحدة سكنية بمختلف الصيغ بمدينة سكيكدة، من بينها 1500 ضمن 2800 وحدة سكنية بالقطب السكني الجديد ببوزعرورة ببلدية فلفلة التابعة لوكالة “عدل”، التي دخلت مرحلة الحسم، بعد أن بلغت نسبة الأشغال بها حدود 64 بالمائة؛ إذ لم يبق منها سوى ما تعلق بعملية التوصيل بالشبكات الرئيسة إضافة إلى بعض الأشغال الخفيفة المتعلقة بالتهيئة، ليتغير التاريخ وموعد التوزيع الى نهاية شهر فيفري من السنة المقبلة. منذ سنة 2014 ووفق السلطات المعنية، خصّصت مصالح البناء والتعمير والبناء بالولاية أزيد من 880 هكتارا من الأراضي، لبناء أكثر من 60 ألف وحدة سكنية من مختلف الأنماط في 13 قطبا عمرانيا بمناطق متفرقة بإقليم الولاية، بغلاف مالي يقدر ب 340 مليار دج، إلا أن العديد من المشاريع بقيت حبرا على الورق، والأخرى منها الذي تم انجازه والجزء الكبير في طور الإنجاز بتأخر كبير في والوتيرة، وتوزعت هده الأقطاب العمرانية، بكل من منطقة الزفزاف على مساحة 80 هكتارا ب 3900 سكن عمومي إيجاري، سكيكدة 45 هكتار جنوبا ب1554 مسكنا تساهميا واجتماعيا، منطقة الآجر (2+4) على مساحة 100 هكتار يصل عدد المساكن المثبتة إلى 4850 مسكنا بين ترقوي مدعم، عمومي إيجاري وريفي، منطقة بوعباز بمساحة 100هكتار من المنتظر أن يحتضن 1400 سكن عمومي، مخطط شغل الأراضي عمار شطايبي ب 45 هكتارا والقطب العمراني بوزعرورة ب 200 هكتار و5780 مسكنا ترقويا عموميا بيع بالإيجار وترقويا مدعما، مخطط شغل الأراضي بتمالوس 2 على مساحة 20 هكتارا ب 70 مسكنا عموميا إيجاريا. وكانت حصة بلدية أم الطوب 2 التي تشهد حركة تنموية واسعة ب 606 مساكن عمومية إيجارية على مساحة تقدر 25 هكتارا، أما بلدية بني بشير، فتحصلت على 564 مسكنا عموميا إيجاريا وريفيا على مساحة 35هكتارا من مخطط شغل الأراضي رقم 2، وكان نصيب بلدية عين قشرة غرب الولاية 490 مسكنا عموميا إيجاريا على مساحة 30 هكتارا من مخطط شغل الأراضي رقم 2. وحظيت بلدية الحروش وبالتحديد منطقة بئر أسطل بإنجاز قطب عمراني عصري في شكل مدينة جديدة يستقطب 1120 مسكنا عموميا إيجاريا، وحصة من النوع الترقوي بلغت نسبة الإنجاز 39 في المائة، كما تم تهيئة 30 هكتارا ببلدية عين شرشار لاستقطاب 237 مسكنا اجتماعيا تساهميا واجتماعيا إيجاريا، كما هو الحال بمنطقة بير فرينة التابعة لبلدية عزابة، حيث تقرر إنجاز 533 مسكنا اجتماعيا تساهميا واجتماعيا إيجاريا. المدينة الجديدة ببوزعرورة أمل طالبي السكن من المفترض ان تكون منطقة بوزعرورة ببلدية فلفلة قطبا عمرانيا من شأنها أن تقلص إلى حد كبير من أزمة السكن والامل الكبير لطالبي السكن بمدينة سكيكدة، من سكان احياء المدينة القديمة المهددة بالانهيار، وقاطني الاحياء القصديرية المحيطة بالمدينة من كل الجهات وفي قلب المدينة بحي بن حورية، وتقع هذه الاخيرة بين العربي بن مهيدي وبلدية فلفلة، ويأتي اختيار هذه المنطقة حسب مصالح الولاية بعد أن بلغت الفضاءات العقارية بمدينة سكيكدة من التشبع نتيجة برامج السكن التي استفادت منها المدينة بكل من “مسيون” و«الزفزاف”. وقد خصّصت ولاية سكيكدة غلافا ماليا بقيمة 61 مليار دج لإنشاء عديد المرافق والسكنات بمختلف الصيغ بالمدينة الجديدة بوزعرورة، مضيفة بأن هذا المبلغ موجه لإنجاز 20 مرفقا تابعا لعديد القطاعات وكذا بناء 5300 سكن ضمن مختلف الصيغ، حيث تقدّمت ورشاتها بنسب “متفاوتة” من الإنجاز. وهذا المبلغ قد خصّ 20 مرفقا تم تسجيله بصفة رسمية لفائدة هذه الولاية، وذلك من أصل 51 مرفقا مبرمج إنجازه بهذه المدينة الجديدة التي تتربع على 204 هكتار، و يتعلق الأمر بإنشاء هياكل مختلفة على غرار مستشفى الحروق فضلا عن معهد وطني للتكوين المهني بغلاف مالي بقيمة 302 مليون دج وعيادة متعددة الخدمات و مركز لنقل الدم، كما سيتم بناء قاعة متعددة الرياضيات بتمويل قدره 250 مليون دج، وملعب يتسع الى 5400 مقعد بغلاف مالي يفوق 600 مليون دج، وفقا لذات المصالح التي أضافت بأن الأمر يخص أيضا بناء 2800 سكن ضمن صيغة البيع بالإيجار و1000 سكن ترقوي عمومي و1500 سكن اجتماعي، ممّا جعل الوالي الأسبق فوزي بن حسين يصرح بأن المدينة الجديدة بوزعرورة جاءت كحل لإشكالية عقارية حادة كانت تعاني منها مدينة سكيكدة، ستوجه لإسكان مواطنين من 4 بلديات بالولاية، وهي فلفلة والحدائق وسكيكدة بالإضافة إلى حمادي كرومة. والمشروع العمراني الهام بالمدينة الجديدة بوزعرورة انطلق أشغال إنجازه خلال سنة 2013، وكان من المفترض أن يتم استلامه خلال سنة 2015، حسب الآجال التعاقدية للمشروع، غير أنه سجل تأخرا في الإنجاز لأسباب عدة، وتجري فيه الأشغال على قدم وساق لعدة مشاريع سكنية على غرار حصة 590 وحدة سكنية موجهة للقضاء على السكن الهش بلغت بها الأشغال 80 بالمائة، ومشروع 1500 سكن موجه أيضا للقضاء على السكن الهش، حيث تم الانتهاء من 1000 وحدة سكنية، في حين سيتم الانتهاء من 500 وحدة خلال الثلاثي الأول من السنة المقبلة وحدة سكنية موجهة للقضاء على السكن الهش. وببلدية فلفلة مركز انتهت الأشغال الخاصة بإنجاز مشروع 160 سكن، حيث أمر الوالي بتحديد قائمة المستفيدين منها بعد إجراء تحقيقات اجتماعية لضبط القائمة حسب الأولوية، وبالموازاة مع ذلك، سيتم إطلاق مشروع إنجاز ألف سكن عمومي إيجاري جديد على مستوى أرضية قريبة من القطب العمراني لبوزعرورة، أُسندت عملية إنجازه لمجمع جزائري تركي متخصص. للإشارة، السلطات المحلية برمجت سابقا عملية ترحيل وإعادة إسكان كبرى لفائدة سكان المدينة القديمة والأحياء القصديرية، انطلاقتها من المفترض أن تكون خلال هذه السنة وتستمر تدريجيا على مدى ثلاث سنوات، وذكرت مصادر مسؤولة أن العملية التي وصفت بالكبرى والهامة في تاريخ المدينة تبدأ بترحيل سكان أكبر حي قصديري بجنوب المدينة المعروف ب “الماتش” وهذا على مراحل وفق العدد المتوفر للسكنات. وفي نفس الوقت سيتم القيام بعملية مماثلة لفائدة سكان المدينة القديمة، الذين يعيشون ظروف إقامة مزرية داخل سكنات هشّة آيلة للسقوط في أيّة لحظة. هذا وقد بلغت ملفات السكن الاجتماعي أكثر من 25 ألف ملف، ولمعالجة هذا الامر أولت السلطات الولائية اهتماما بالغا لقطاع السكن من خلال البرامج والمشاريع الهامة الجاري إنجازها بمناطق التوسع الجديدة مثل مسيون بوزعرورة، الزفزاف، وبنهاية سنة 2018 سيتم استكمال جميع البرامج السكنية المقدر عددها بحوالي 23 ألف وحدة سكنية، ومن ثمة يمكن التخلص نهائيا من البنايات الهشة والأكواخ القصديرية التي طالما شوهت المنظر العالم للمدينة.