رحبت الفنانة «فضيلة حشماوي» باحتضان الباهية لمهرجان المسرح العربي في دورته 9، المقرر من 10 إلى 19 جانفي 2017، لتكون بلا منازع عاصمة للفنون العربية، وهي التي استضافت «الفيلم العربي». قالت فضيلة في حديث ل «الشعب»: إن وهران تستحق احتضان تظاهرة بهذا الوزن، كإحدى أقدم المدن الرائدة والسباقة في تقديم أعمال مسرحية بارزة، وهو تتويج لجهودها الحثيثة وإسهاماتها الكبيرة في أبي الفنون الجزائري الذي أنجب خيرة الشخصيات المسرحية التي استطاعت أن تنقش اسمها بحروف من ذهب في تاريخ المدينة والأمة. أكّدت نجمة الخشبة، أن «ترسيم الباهية ضمن المدن التي تحتضن المهرجان العربي للمسرح، سيُعيد العصر الذهبي للمسرح الوهراني، الذي انغلق على نفسه وبدا جمهوره غير متحمس في العودة إليه مرة أخرى، لعدم وجود نصوص هادفة، وكذا لانتشار الرداءة وتكريسها من قبل بعض المسرحيين الشباب»، منتقدة، بشدّة، «ما يقدمه هؤلاء على المسارح من أعمال يطغى عليها التهريج، اللهو والمرح والاستعراضات، وهي في مجملها لا ترتقي بهذا النوع من الفن». أكدت حشماوي، أن الساحة الفنية في وهران تفتقر للحراك المسرحي طيلة العام، بحجّة تلك القطيعة التي فرضها المتلقي، ولإعادة الشرعية لهذا الربط، يجب، بحسبها، أن نخرج المسرح إلى المحيط ونقدم عروضا بالمدارس والجامعات والمعاهد ومختلف المؤسسات والفضاءات العمومية. وأضافت، أنها «رفقة عدد من الفرق المسرحية وزملائها من العمل الفني، تتمثّل «رؤيتهم في استقطاب الأفراد من مختلف الشرائح والمناطق والفئات العمرية»، مؤكّدة في هذا الصدد «تواصل الجولات المسرحية» التي ينظّمها مسرح وهران لنزلاء مؤسسات إعادة التربية والتأهيل، حاملا رسالة أخلاقية وتربوية وفكرية راقية، الهدف من ورائها تصحيح صورة الذات والآخر، وهذا في إطار اتفاق شراكة بين وزارتي الثقافة والعدل. ومع هذا، لم يتوقف حنينها في العودة إلى عهد الراحل عبد القادر علولة، سيراط بومدين وولد عبد الرحمان عبد القادر، المعروف ب «كاكي» وعبد القادر بلڤايد، حين كان المسرحي يتنقل إلى جمهوره وكلّه عطاء وتضحية، قالت في هذا الإطار: «حتى السجون ومستشفى الأمراض العقلية كان لها نصيب كبير من برامج ونشاطات المسرح الوهراني، الذي تضرّر كثيرا بفعل عدّة عوامل، إضافة إلى المشاكل الأولية التقليدية خلال «العشرية السوداء» التي طويت صفحتها منذ زمن بعيد، وحان الوقت تضيف «لخوض تحدّي عصر التطور التكنولوجي وأدواته التي استحوذت على الجزء الأعظم من الجمهور المتلقين». وختمت نفس المتحدّثة، بالدعوة إلى الاهتمام أكثر بالنصوص المسرحية القوية القريبة من الجمهور الواسع، بعيدا عن الأحداث المناسبانية، قائلة: «لابد أن لا نربط الإنتاج بفترة المهرجانات، لتبقى حبيسة الزمان والمكان، في غياب الدعم العمومي والخاص للمسارح الوطنية، مع تزيد أعباء وتكاليف المجال في السنوات الأخيرة، وسط تراجع كبيرا في أعداد المخرجين المسرحيين وضعف التكوين والثقافة المسرحية».